هل تطول إقامة الفنان جميل راتب هذه المرة في باريس؟ هذا السؤال يطرح نفسه ويتابع إجابته بشغف واضح جمهوره وسط مشاعر من الخوف والقلق علي صحة وحياة جميل راتب منذ وصوله باريس وحيث يقيم داخل إحدى المستشفيات لاستكمال علاجه الذي بدأه في القاهرة منذ تدهور صحته بشكل كبير بسبب أمراض الشيخوخة والتي كان لها تأثير علي أحباله الصوتية مما أدى إلى فقد صوته تماما قبل أن يعود ثانية ولكن بدرجة ضعيفة مصحوبا ببحة قللت من وضوحه لسامعيه بشكل ملحوظ.
جميل راتب تحسنت حالته النفسية كثيراً قبل مغادرته القاهرة في طريقه لباريس وطنه الثاني لاستكمال العلاج الذي كان قد بدأه بالقاهرة بدخول إحدى مستشفيات حي الدقي الشهير بمحافظة الجيزة ومكث داخل غرفة العناية الفائقة عدة أيام..
سر تحسن حالة جميل راتب هو الاهتمام الشعبي والرسمي به والذي تمثل في زيارة وزيرة التخطيط له بالمستشفى مؤكدة أن الدولة وهي تقدر قيمته الفنية الراقية فإنها تضع كل الإمكانيات المادية والطبية لعلاجه في أي مكان سواء داخل مصر أو خارجها.
من بين الذين قاموا بزيارته د. أشرف زكي نقيب الممثلين والذي نقل له تحيات كل زملائه الفنانين معرباً عن استعدادهم لتقديم أي مساعدة تتطلبها حاجته.
جميل راتب فضل السفر إلى باريس الذي يعتبرها بلده الثاني الذي قضي بها صباه وشبابه وسنوات من عمره حيث تعلم فيها خاصة الفن المسرحي وغيره من الفنون، وبالفعل أصدرت الحكومة المصرية قرارها بتحملها نفقات سفره وعلاجه في باريس، حيث تحسنت حالته الصحية بعض الشىء بعد أن عاد صوته مرة أخرى ولكن بعد أن أصابه الضعف.. وفضل جميل راتب الحضور إلى باريس التي يعشقها بجنون لاستكمال علاجه لعدم قناعته برأي الأطباء المصريين بأن سبب تأثر صوته يعود لإصابته بالشيخوخة.
وفي مكالمة هاتفية مع مدير أعمال الفنان جميل راتب أكد على تحسن واستقرار حالة الفنان وعودة صوته ولكن ليس بقوته كاملا، معرباً عن أمله في نجاح البرنامج العلاجي للأطباء الفرنسيين في إحداث تقدم في الحالة الصحية لجميل راتب الذي قام مدير أعماله وهو قريب له في نفس الوقت ببث فيديو من داخل سيارة وآخر من المستشفى لجميل راتب بعد عودة صوته وهو يحاول أن يطمئن جمهوره عليه وكان الفيديو الأخير سببا في صمت الشائعات التي انطلقت تؤكد أن مكروها كبيرا قد طال جميل راتب..
بالمناسبة ما لم يعرفه الكثيرين عن الفنان جميل راتب والذي يبلغ حاليا من العمر ٩٣ عاما واسمه الحقيقي جميل أبوبكر راتب ورغم غياب اسمه وصورته من أفيشات الأفلام كبطل أول للأعمال الفنية إلا أنه في الواقع أحد أهم النجوم الذين أثروا الفن سواء كان في السينما أو المسرح أو التليفزيون ويعد نموذجا جيدا للأجيال التي ظهرت بعده في الساحة الفنية.
وقد ولد جميل راتب لأب مصري وأم مصرية في ٢٨ نوفمبر ١٩٢٦ والتحق بالتعليم لينتهي من الدراسة الثانوية وعمره ١٩ عاما ثم يذهب إلى مدرسة الحقوق الفرنسية التي قررت له منحة دراسية في باريس وذلك في مدرسة السلك الدبلوماسي. ولكنه لم يلتحق بهذه المدرسة وفضل دراسة التمثيل الذي يحبه مما كان سببا في إيقاف صرف المنحة المالية ثم صبت عائلته عليه جام غضبها وأمام إصراره علي التمثيل قطعت علاقتها به.
واضطر للالتحاق بأكثر من حرفة لينفق علي نفسه وكانت أول مهنة هي شيال في سوق باريس للخضار ومساعد مخرج ومترجم، ثم تزوج من فتاة فرنسية كانت ممثلة ثم أصبحت مديرة لمسرح الشانزليزيه ولم ينجب منها خوفا على مستقبل أولاده الغامض لعدم انتظامه في العمل. ليصل مصر ثانية ثم شارك في أول عمل فني له من إنتاج وإخراج توجي مزراحي بعد مشاهدته له أثناء أداء دوره في مسرحية (الفرنسان الثلاثة) ولكن عائلته أصرت علي حذف المشهد الخاص به. ليعود إلى باريس ويشارك في عدد من الأفلام والمسرحيات الفرنسية قبل عودته واستقراره في القاهرة حيث أصبح نجما وتركت بعض أدواره بصمة قوية له مثل دوره في فيلم(الكيف) ويوميات ونيس مع الفنان محمد صبحى. وتم تكريمه من مهرجان القاهرة السينمائي.