الكورونا و “إعادة البناء عبر التدمير”
علي المرعبي
في هذه المرحلة التي تركز بها دول العالم في درء وباء الكورونا، قد يبدو أن التساؤل عن أبعاده الفعلية في الصراع السياسي غير عادل، ولكن لا نستطيع أن نستثني من الحاضر والمستقبل في آن معاً، أن الأثر السياسي و الإقتصادي لهذا الوباء قد بات واضحاً وخطيراً.
هنا يصبح التساؤل مشروعاً: هل وباء الكورونا هو طبيعي نتيجة تطور جرثومي، أم يدخل في “نظرية المؤامرة”؟!
بالنسبة للتساؤل الأول، فإنه يدفعنا إلى تساؤل آخر: هل تم توظيفه من دوائر عالمية لأهداف جيوسياسية واستراتيجية؟ وماهي أبعاد ذلك. في هذا التساؤل المشروع يمكن أن يلتقي أيضاً مع نظرية المؤامرة، إذ أن الأهداف تبدو متشابهة.
هناك الكثير من القضايا التي يتم تدوالها حول الأكتظاظ السكاني، وتراجع الناتج الوطني، وركود الاقتصاد الدولي، وتغيير المناخ الخطير والتلوث، ودور الليبرالية المتوحشة حولها.
وهناك طروحات حول السيطرة على العالم من خلال الذكاء الصناعي، لإعادة تنظيم السكان والثروات والموارد، من خلال تبني فكرة مجرمة من مبدأ “إعادة البناء عبر التدمير”.
ما أؤكده أن شكل العالم بعد جائحة الكورونا سيكون مختلفاً بشكل كبير، سقوط كل أشكال النظم الحالية السياسية والاقتصادية، وإيجاد سيطرة معينة غير واضحة المعالم حتى الآن.
أيضاً من الضروري الجهر بتساؤلات كثيرة:
ـ الكورونا هل هو وباء مصنع، ومن ورائه؟ أمريكا أم الصين؟
ـ ما دور المختبرات العالمية بالقصور بإيجاد دواء أو لقاح لهذا الوباء، هل يقتصر على الجانب الربحي فقط؟ أم ماذا؟
ـ هل تدخل هذه الأزمة بالتمهيد لمرحلة مقبلة للسيطرة على العالم من خلال توظيف وإستغلال التقدم العلمي والذكاء الصناعي؟
ما يهمني بالختام، التأكيد عليه، أن من الضروري على الدول العربية أن تتجاوز خلافاتها السياسية، وأن تتكاتف في مواجهة خطر الكورونا، وخطر ما بعد الكورونا..
لأننا حلقة ضعيفة مع الأسف في الوضع الدولي، وأن ثرواتنا الطبيعية هدف لكل من يريد السيطرة على العالم ومهما كان شكله السياسي والاقتصادي فهل ترتقي الدول العربية إلى هذه المسؤولية؟
زر الذهاب إلى الأعلى