اللقاء الوطني لقوى الثورة يدين الاغتيال السياسي
اللقاء الوطني لقوى الثورة يدين الاغتيال السياسي.
اذاع البيان د. حارث سليمان خلال احتفال في ساحة سمير قصير:
“اللهم قد بلغت” كلمات وثق بها، منذ سنة فقط، رئيس مؤسسة أمم للتوثيق وقائع جريمة اغتياله منذ بدايتها قبل عشرة سنوات، وصولا الى احتمال اطلاق الرصاصات القاتلة في عقله وجسده…منذ ايام.
قبل سنة خلت، قال لقمان سليم 《 انا في خطر وحياتي مهددة ومسؤولية حمايتي وأمني تقع على الجيش والاجهزة الامنية》… لكن أمن هذه الدولة الفاشلة وأجهزتها، لايطال حماية اصحاب الرأي والفكر والقلم، أجهزة أمن منظومة الفشل والفساد والميليشيا المرتهنة للخارج، لا تحمي معارضا صاحب رأي، ولا مواطنا مدنيا خرج من العصبية الطائفية الى رحاب المواطنة اللبنانية، أجهزةُ هذه السلطة منحازة لخدمة المنظومة المارقة، التي صنعت إنهيار اقتصاد لبنان، وإفلاس نظامه المصرفي، وكساد قطاعاته الانتاجية، وغياب جودة نظامه التعليمي، ولا انتاجية نظامه الصحي.
وانحيازها هذا يتبدى إهمالا لواجباتها في حماية شعب لبنان،كما حدث في مرفأ بيروت، واشهار عجزها أمام إملاءات حزب الله وحلفاءه، لحظة هجوم تابعيه على خيم المتظاهرين لإحراقها، في ساحات اعتصام انتفاضة ١٧ تشرين.
واذا كانت دول العالم تراهن على هذه المؤسسات العسكرية، لتكون ضمانة وركيزة لاعادة بناء الدولة اللبنانية، فتدعمها عدة وتجهيزا واسلحة، فقد آن الاوان لكل الدول الصديقة للبنان ان تضع امام قيادات المؤسسات الامنية والجيش، رسالة بأزوف ساعة الحقيقة والخيار؛
من كان في صف لبنان وشعبه واستعادة دولته، استحق الدعم والمُنَحِ والتجهيز، ومن كان غطاءا لمنظومة المافيا والميليشيا، ومن خضع لاملاءات المنظومة الفاسدة في ملاحقة المعارضين والثوار، وفي انتهاج سلوك القمع الدموي لاطفاء غضب الفقراء والمعوزين كما حدث في طرابلس، لا دعم له ولاتجهيز ولاسلاح، ليستعمله ضد شعب لبنان…
لم ينتظر لقمان سليم “قضاء لبنان” ليجمع أدلة الجريمة التي انتظرها، يوم دخلوا دارة عائلته وكتبوا على جدرانها ” المجد لكواتم الصوت” كان هذا الفعل في حد ذاته وعدا بالقتل وتحريضا على الجريمة، كان يعلم ان هذا القضاء، الذي لم يرف له جفن يوم التهديد والوعيد، لن يتحرك يوم التنفيذ، لأنه لم يعد الا غلالة تستر عورة الافلات من العقاب ، وتجهيل الجاني، ، فلم تكن له ثقة بالتحقيقات التي تجريها النيابات القضائية، بعد ان خبر عجزها في تحقيقات ماضية، طالت نتائج كل الاغتيالات السابقة، فأصدر حكمه بنفسه، في جريمة اغتياله وحدد اسماء من يُسْألون عنها، في قيادة الثنائية…
رحل لقمان سليم الى طيب الذكر والسيرة، شهيدًا حرًا للكلمة والرأي، كان كاتبا وناشطا، لم يتبرأ يومًا من محيطه، بل سكن ربوع ساحته وقارَعَ قوى الأمر الواقع فيها، بالحجة والشجاعة وأخلاق النبلاء ليأتي الرد شنيعا بشعا بالاختطاف والرصاص وحقد البغضاء.
لم يسقط لقمان سليم ضحية في اغتيال، بل قضى شهيدا قائدا في معركة مواجهة بدأت منذ سنوات وستستمر لسنوات أخرى، فلبنان اليوم مخطوف برمته في ظل سطوة تحالف المليشيا والمافيا ، وياتي هذا الاغتيال ليدخل لبنان في حقبة أمنية جديدة، عنوانها التصفيات الجسدية وتحكم آلة القمع والهيمنة فيه. وتفلت اليات الجريمة المنظمة، لقد وعدناهم باستعادة الدولة لكنهم ردوا الوعد بالكواتم!
لذلك ندعو اللبنانيين وكل قوى المعارضة لتوحيد الصفوف ورصّها في مواجهة الاستبداد واستباحة الدماء من أجل استعادة الدولة المخطوفة وإعادة تكوين السلطة وصولًا لدولة مدنية تحترم المواطن والإنسان وترسي مبادئ الحق والعدالة.
كما اننا ندعو كل من لا يزال يُؤَمّن الغطاء لهذه المنظومة، عبر البقاء في سلطتها ومجلسها الفاقد الشرعية، ويربط النزاع معها، ويدعي معارضتها، ان يكف عن خداع اللبنانيين ويقرن القول بالفعل، ويستقيل استجابة لمطالب الشعب.
آن للجامعة العربية ودولها ولمنظمة الامم المتحدة ان تؤمن السبل والوسائل لحماية اللبنانيين من التداعيات الكارثية، التي يحدثها السلوك الاجرامي لمنظومة الفشل والفساد والارتهان للخارج، والذي يتمثل بممارسة التصفية الدموية ضد ثوار لبنان وقياداته الجديدة،
إن ادانة هذه المنظومة وممارسة اقسى الضغوط عليها، ومحاصرتها سيكون عونا لشعب لبنان في معركته العادلة والمشروعة، وان اي انفتاح من المجتمع الدولي على المنظومة ستترجمه رخصة لممارسة القمع و الترهيب والقتل على اللبنانيين.