“أنا” دراما قصيرة خلقت تفاعلا كبيرا
“أنا” دراما قصيرة خلقت تفاعلا كبيرا
أ. شروق خالد
أتاح التطور التكنولوجي وأرشفة المحتوى الدرامي عبر الإنترنت، عودة المشاهد متى أراد إلى المسلسل الذي يلامسه لمشاهدته، وأسهم ذلك في خلق علاقة تفاعلية أعمق أثرًا وأكثر تأثيرا بين المشاهد وفريق العمل الدرامي الذي يتابعه من فنانين وفنيين، إذ أصبح المشاهد متمعنا و مهتمًا بالتعبير عن رأيه في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، و مع اتساع رقعة التكنولوجيا والمنصات الرقمية، اتسعت كذلك أمام المشاهد العربي دائرة الدراما، وبمعاينة نسب المشاهدة بدت رغبة الجمهور في الميول لنوع يندرج تحت إطار الدراما القصيرة والمتوسطة التي تقل عن 15 حلقة، هذا النوع بشكل خاص مجبر على خوض غمار منافسة لا يصمد فيها أقل من المميز.
مسلسل “أنا” مولود جديد للدراما القصيرة من عشر حلقات، ينتمي لفئة الدراما الإجتماعية والرومانسية، من توقيع المخرج “سامر البرقاوي”، وإنتاج “صبّاح أخوان” و”رايتكس برودكشن”، ومن بطولة “تيم حسن”، ورولا بقسماتي ورزان جمال بمشاركة جوزيف بو نصار وديامان أبو عبود وإيلي متري ومجموعة من الوجوه الأخرى، مسلسل حظي بعدد مهم من المشاهدات، سجلت إسمه ضمن قائمة أفضل عشر مسلسلات معروضة على منصة “شاهد” في عدة دول عربية من ضمنها الأردن ولبنان والمغرب والبحرين والمملكة العربية السعودية ومصر وفلسطين.
نجاح كبير يحققه المسلسل مثلما يظهر في تفاعل مشاهديه مع نجم العمل بالخصوص، ومثليه على السوشيال ميديا عبر التعليقات الكثيرة، وبعض صفحات التواصل الاجتماعي المتابعة لأحداث المسلسل بشكل يومي، حيث أثارت قضايا عرضها المسلسل تستحق الوقوف عندها تتعلق بمشاكل الأسر والأطفال.
تيم حسن الذي اعتدنا ذكائه في انتقاء لأدواره، وتنوعه في أداء شخصياته، ينفلت مجددا من شخصية “جبل الهيبة” الذي حقق نجاحا كبيرا، الشخصية الممتدة بَعدُ لموسم خامس، ليقدم لنا شخصية مختلفة هي شخصية “كرم” النرجسية والمثيرة، كتأكيد على أن موهبته الفريدة وقدراته العالية تظل حاضرة بقوة في كل عمل يقدمه.
المخرج “سامر البرقاوي” الذي اعتدنا تركه بصمة خاصة في كل عمل يتولى إخراجه، والذي اعتدنا حصده للتفاعل الدائم في أعماله، مُجَدَّدَا توفق بالقفز فوق عتبة الجدل، مُجَدِّدا ثقته بمتابعي أعماله، بفضل اعتماده بمشروعه الجديد “أنا” على المعالجة الدرامية الجيدة التي تعود لخبرته في كيفية صناعة العمل الدرامي، واستحضاره القيمة الفنية.
مسلسل “أنا” وما أثاره من تفاعل وجدل بين شرائح مختلفة موجودة على هذه الصفحات، تأكد عودة الرؤية النقدية التي كنا نفتقدها في المرحلة السابقة، وهي نقد الجمهور بشكلٍ مباشر وتمحيصه للعمل، وسواء أكان النقد عموما في مجمل الأعمال سلباً أم إيجاباً، فعملية تبادل الآراء والرد فيما بين الجمهور عقب كل حلقة من حلقات العمل الدرامي، يجعلنا نوقن أننا أمام مرحلة نقدية جديدة، أهم مفاصلها المشاهد عبر “السوشيال ميديا”، وأعتقد أن المؤلفين والمخرجين سيحسبون حسابها كما فعل البرقاوي.
أ. شروق خالد- كاتبة من العراق