الثورة ستظل متقدة
أ.نائلة فزع
اتخذ الجنرال الدكتاتور(البرهان) القوة وسيلة لكسر روح الشباب معنويا وذلك بحلق رؤوسهم، وضربهم بالعصي واستخدام العنف المفرط لإخافتهم. سجن القيادات التي تقود الشباب ولكن التجربة أثبتت ان هؤلاء الشباب لديهم قيادات من بينهم غير معلنة، وهم أصلا لا يحتاجون لمن يقودهم لأن نار الثورة ما زالت متقدة في دواخلهم الثائرة ولن تخمد الا بعد هزيمة (المجلس المحتل للسودان) وإعادة الحكومة الشرعية لممارسة مهامها وإطلاق حرية كل معتقل واولهم د. حمدوك وحكومته الشرعية. ولو كان للبرهان بُعد نظر ولديه تخطيط طويل المدى لإستشعر العزلة الدولية التي أعلنتها معظم دول العالم المحبة للسلام، وبموجب هذا الانقلاب العسكري انقلبت كل موازين التعاون مع السودان، وتم حجز وتجميد أموال طائلة بعد أن كانت مجازة لإخراج السودان من وهدته الاقتصادية ومساعدته حتى يبدأ دوران عجلة الإنتاج، وقد عمل د. حمدوك في تحفيز المزارعين وكان المنتوج الزراعي قد تحسن كثيرا وعاد مشروع الجزيرة ولو جزئيا في زراعة (الذهب الأبيض) طويل التيله بعد أن توقفت زراعته لأكثر من عقدين من الزمان. وتم شطب اسم السودان من قائمة الإرهاب وكثير من الإنجازات المحلية والعالمية قد تمت، وهذه مجرد أمثلة بسيطة.
مليونية 13 نوفمبر كانت هادرة زلزلت أركان (المحتل البرهان) ونائبه حميدتي، وأكدت للعالم مدى تعطشهم للدماء وقد قرأت تسريب في أحد المنتديات (رغم أنها مصادر غير موثوق بها) ولكن هذا التسريب يقبله المنطق، ويصدقه العقل، ويؤيده واقع حال ما دار في الشارع من قتل وضرب للرصاص الحي يوم 13 نوفمبر 2021، وإليكم بعض ما ذُكر في هذا التسريب:
– اجتمع البرهان برفقة حميدتي بالضباط من رتبة (لواء) فقط قبل الانقلاب الأسود، وبعد نقاش مستفيض أبدى حميدتي استعداده لسحب قواته وهي (مليشيا الجنجويد) خارج العاصمة، ولكن البرهان أصر أن يُبقي عليهم في الخرطوم لأنهم يعتبروا اليد الباطشة التي تقتل وتعذب وتمارس كل أنواع العنف…وقال بالحرف “إن صغار الضباط والجنود السودانيين لا ينفذوا أوامر القتل والعنف لأن الشعب الثائر ما هو إلا جزء من أهلهم واسرهم التي تتواجد بالعاصمة” وفي هذا يؤكد أن الجنجويد كما هو معروف لكل فرد منا، انها قوات مرتزقة من عدة دول أفريقية.
البرهان سادر في غيه يريد تعيين أعضاء لا مبدأ ولا رؤية لهم ليعتبرهم دُمى يحركهم وفق أهوائه المتقلبة وتكوينه النازي، ولذلك كوّن المجلس العسكري بمفرده من شخصيات موالية لنظام المخلوع البشير وهذا يؤكد ما قاله الشعب (لم تسقط بعد). البرهان يتجاهل المليونيات التي تطالب بعودة الحكم المدني، ولا يهم الوثيقة الدستورية التي مزقها البرهان لأنه حذف ما يدينه شخصيا مثل بندي (فض الاعتصام وبند لجنة تفكيك التمكين) وأعاد كل منسوبي المجلس الوطني للواجهة وكل ولاة الأقاليم من الاسلاميين. الشعب قادر على كتابة وثيقة دستورية غير مشوهة ولا مشبوهة.
هذه المرة الثالثة التي يقوم فيها البرهان بإنقلاب على الحكومة الانتقالية وانقلاباته كالآتي:-
ـ الأول عندما رفض التفاوض مع الحرية والتغيير في بداية الفترة
ـ الانقلاب الثاني عندما قابل رئيس وزراء اسرائيل في عنتابي بمفرده
ـ الانقلاب الثالث هو عندما اعتقل الدكتور عبد الله حمدوك وكل وزراء حكومته، وبهذا الجرم يُعتبر وكأنه قد تبرأ من شراكة الشق المدني، ومزق الوثيقة الدستورية التي قام بتعديلها عدة مرات حتى لم تعد لها صلاحية.
حاول البرهان الذي يعتبر غير مؤهل لمواصلة ما قام به د. حمدوك من فك عزلة السودان دولياُ، فهو بهذا الانقلاب الفاشل قد أعاد البلاد لنقطة الصفر ولا منقذ لهذا الوضع إلا برجوع د. حمدوك الذي كان موقفه وطنياً وانسانياً إذ رفض العمل إلا بكامل وزرائه والبرهان اعتقلهم تشفيا فيهم، وقام بواسطة الفلول بفتح بلاغات جنائية مضللة ضدهم ليبرر للعالم أنهم فاسدون وكأنه بغير خطيئة ولذا رماهم في السجون.
اختطف وتفاوض البرهان مع حمدوك، وعدم تعيين رئيس وزراء إلى الآن، آملا في قبوله لرئاسة الوزراء ليس من أجل حمدوك ولا نزولاً لرغبة الشارع، بل ليضمن مواصلة العالم للتعاون مع السودان، ولفك العزلة التي فُرضت عليه مرة أخرى، وبقبول حمدوك العمل مع الانقلابيين سوف تتدفق الأموال التي وعدت بها أمريكا ومعظم الصناديق الدولية ذات التأثير الاقتصادي على نهضة السودان لأنه هو الضامن الوحيد وهو من معه مفاتيح الأبواب الموصدة بخبراته العالمية المتراكمة، وثقة العالم في شخصه.
على القوى السياسية ان تتوافق على حكومة مستقلة من كفاءات وطنية برضى الجميع. وعلى المعارضة وكل الأحزاب أن تتوحد في هذه الفترة ولا تقدم مصالحها الشخصية، بل تعمل على استعادة الوطن المعزول وتعيد الحرية للمواطن الذي سجنه البرهان وذلك بقطع خدمة الإنترنت عنه، وفي هذا غباء ومراهقة سياسية. بالطبع الغرض من هذا ألا تصل الانتهاكات والعنف للعالم من خلال الصورة والصوت في حينها. وهو لم يضع في الحسبان أن سفراء كل دول العالم هم شهود عيان وقد قامت بعض الدول بإرسال أقمار صناعية لتصوير الأحداث.
وهم أيضا شهود على القتل والضرب وهذه المرة تم دخول المنازل بالقوة لاعتقال شباب المقاومة، غير مراعين لحرمات النساء وهذا يؤكد أن من يقوم بهذه الافعال المشينة التي تتنافى والخلق السوداني، ومنافية أيضاً للفطرة السوية – ومن يحيد عنها يعتبر من المرضى النفسيين – من المؤكد أنهم مرتزقة مأجورين لأن أفراد قواتنا المسلحة السودانية لا ينتهكوا الأعراض ولا يقتلوا النفس التي حرم الله، إلا قلة منهم والنادر لا حكم له.
الشارع يقول لهذا الظالم القاتل لو بسطت يدك لتقتلني…مددتها لك بيضاء من غير سوء…ولسان حالهم ينشد (أديته وردة وتمرتين. أداني مية طلقة ليش)
حسبنا الله ونعم الوكيل.
كاتبة سودانية