ذكرى تحرير مدينة الفاو العربية
ذكرى تحرير مدينة الفاو العربية
د. علي القحيص
اندلعت الحرب العراقية الإيرانية بتاريخ 22 سبتمبر عام 1980،
ردا على الإعتداءات الإيرانية المتواصلة ضد العراق من قبل الجارة المزعجة إيران.
وبعد تقديم مئات الشكاوي والإحتجاجات المتواصلة لدى الأمم المتحدة والجامعة العربية من قبل العراق ضد الممارسات والإستفزازات الإيرانية المستمرة ضد العراق والإعتداء على مراكز حدوده.
قرر العراق أن يرمي بكل ثقلة وقوته وجبروته و يواجه إيران وجيشة الجرار، ويدخل الأراضي والمدن الإيرانية ويكبدها خسائر فادحة وجسيمه بالجيش والممتلكات والمعدات ، وكان للقوة الجوية العراقية الحسم الفاصل في إنها القتال بين العراق وإيران ، حيث أنتهت الحرب في 8/ 8/ 1988 بعد أن وافق الخميني على وقف أطلاق النار.
ولكن قبل أن يتجرع السم الخميني ، حاولت إيران أن توجد لها موطيء قدم وتحتل شبه الجزيرة الجنوبية للعراق، مدينة الفاو التابعة لمحافظة البصرة ومكثت بها مدة عامين ، وبعد سنتين من القتال والفر والكر ، قرر العراق بتاريخ 17 نيسان 1988 , أن يدحر إيران ويباغتها في أول يوم من رمضان ويحرر أرضه كاملة من رجس العدو ، ويهزم الجيش الإيراني وتدمير قواته المتمركزة في الأرض العراقية وتحطيمها ، مدينة الفاو الذي أطلق عليها بعد التحرير (مدينة الفداء)، لحجم التضحيات الجسام التي دفعت من أجلها.
حيث سأل على أرضها دماء الشهداء والجرحى من أبناء القوات العراقية الشجاعة، التي استبسلت بكل صنوفها وفئاتها وتشكيلاتها ،بكل قوة وتميز وإقتدار وتضحية وفداء ، لتزف البشرى للأمة العربية وشعوبها، خبر تحرير مدينة الفاو وعودتها من دنس المحتلين الغزاة.
في معركة طاحنة وضرور وشرسة، وصفت بإنها ملهمة وأسطورة في تاريخ الجيوش العربية المقاتلة، لأهميتها الاستراتيجية وموقعها الحساس، وصعب أرضها لأنها مملحه خصبة ، ولكنها أبتلعت الغزاة ومعداتهم ، وعادوا الأبطال العراقيين رافعين علامات النصر وعلمهم العربي الخفاق، الذي تزينت به البوابة الشرقية للوطن العربي ومدينة الفاو ، بعد أن رسمت خارطتها من جديد بدماء الشهداء الغيارى الأبرار، والجرحى الشجعان ، من القادة والأفراد وجميع صفوف الجيش العراقي الباسل الآغر.
الذي تعمد تدميره وتمزيقه بعد إحتلال العراق عام 2003، من قبل القوات الأجنبية الغازية التي ظلت تخشاه وتهابه حتى انتهى دوره ، مابين معتقل ومغيب ، ولاجىء ومهاجر ومفقود!!
كاتب سعودي