كأس الدرويش
أ. ميس خالد
ذاك الدرويش المخمور بعينيها
كان يدور في الأزقة مناديا
يا سرّ الرشفة الأولى ,
ما زلت أحن لحواف الكأس
من شفاه الهمس الذي يدعوني ..
لتقبيلك
قبليني ..
فعندما أقبل شفتيك
يبقى الله مبتسما ..
حينَ يصطفُ الحزن بداخلهِ
يدعوها لنخبٍ فاخرٍ من الغزل ..
كان يقص على عينيها حكايا الغرام
واخبرها :
ذاتَ مرةٍ..
إصطحبتُ الليل من وظيفته
دعوته لاحتساءِ كوبٍ من القهوة
قال ما بالك
أخبرتهُ إنني أصبتُ بالوحدة
و تناولتُ جميع العقاقير …
التي من شأنها ان تطيح بهذا الداء
لكنها لم تجدِ …
هكذا
حتى تعثر قلبي بعينييكِ
فكنت من العاشقيين !
تتسللين إليّ آناء الشوق
و ما ضوءُكِ إلا زيارة بدعوة اشتياقي
حينما بثثتها ذات حنين
و كل شيء على سجيته يشبهكِ
او شبّه إلي ذلك
و ما أنتِ إلا قصائد مجنحة
تحلق في ذاكرتي المحتلة
تعسكرين بأوردتي حتى آخر قطرة شعر
و في الوحدة المعتمة
تمرقين كملاكٍ بهيّ
تمسدين بأناملكِ على رأس الشوق
تهبين قلق اللحظات شيئا منكِ
أتشظى أمام هذه الرهبة
أعتلي بمشاعري منصة الصمت
ألقي عليك همساً مني
فتبتسمين كالموسيقى
و تتسربين لداخلي كماردٍ لطيف !!