هولندا: اختتام فعاليات مهرجان ميزوبوتاميا
هولندا : اختتام فعاليات مهرجان ميزوبوتاميا
أ. علاء الدين سعيدي
أسدل الستار في مسرح Laak theater بلاهاي يوم الأحد الماضي 26 يونيو 2022 عن الدورة الخامسة لمهرجان ميزوبوتاميا الدولي (بلاد ما بين النهرين دجلة والفرات).
امتدت فعاليات وأنشطة المهرجان الثقافي والفني على يومين كاملين موزعة على فضاءات وقاعات هذا المسرح العريق الذي احتضن اغلب فعاليات الدورات السابقة. كان اللقاء فرصة للمبدعين و الناشرين لحضور عرس ثقافي متعدد و ثري الفقرات. بدأ إفتتاح المهرجان بإحتفالية صدور الكتاب المئة للكاتب والباحث القدير خزعل الماجدي وذلك بحوار مفتوح معه في قاعة العرض المسرحي حيث تحدث فيه عن بداياته مع الشعر والمسرح وتخصصاته الاكادمية التي كانت الاسطورة قادحا اساسيا فيها ليأتي بعدها كل القوادح والمباحث الاخرى دوائر اكبر تسع دوائر أصغر بعد.رمي حصاة الابداع و فضول المعرفة تاريخا واسطورة وأديان و ميثيولوجيا وحضارة. تجربة شبيهة بدمى الماتريوشكا الروسية الخشبية ذات الحجم المتناقص والموضوعة الواحدة داخل الاخرى أكبرها وآخرها هي دمية الحضارة. حضارة الإنسانية جمعاء. مسيرة حافلة تتسع لتصل آفاقا أرحب معرفيا وابداعيا بفضل الترجمة للغات اخرى و بفضل المحاضرات في جامعات عربية وعالمية.
تم بعد.هذا اللقاء الافتتاحي عرض فيلم إيراني مع إقامة حفلة فنية وموسيقية للفنان الايراني تيمور كوروش زاده مع عازفين من فرقته ” وِرد العشق”. عرض موسيقي تقليدي وصوفي غنِّى فيها لعمر ألخيام و قصائد كردية و فارسية.
للمرة الثانية على التوالي نظم مهرجان ميزوبوتاميا الدولي معرض الكتاب العربي الذي أقيم بموازاة المهرجان و الذي شاركت فيه العديد من دور النشر العربية المقيمة في أروبا وخارجها مع بعض المكتبات حيث لاقى هذا المعرض خلال يومي المهرجان اقبالا من كل الأعمار يليق بحضور الكتاب العرب و بقرائه المغتربين. أقيم ايضا وفي اروقة الفضاء الرحب لمسرح Laak معرض للفن التشكيلي تحت عنوان ” للفن لا للحرب ” ضمّ المعرض لوحات فنية تشكيلية للفنان العراقي سالم إسكندر و أخرى للفنان الإيراني نيما خدايار.
خصصت هذه الدورة ايضا لتكريم خاص للشاعر مظفر النواب بعرض مقتطف من فلم وثائقي عن مسيرته وقد قام بتصوير واخراج الفيلم العراقي فائز صبري و لعل اهمها ما ميّز هذه الدورة الحضور الباهر لاسماء شعرية من فضاءات شعرية و جغرافية مختلفة و متنوعة كلمات و لغات لا يفوتني هنا ان اذكر اسماء المشاركين الذين أحيوا أمسيتين شعريتين باهرتين و قراءات شعرية خاصة بعد زوال يوم الأحد.26 جوان في الباحة الخارجية للفضاء المسرحي أذكر منهم :
زاهر الغافري الشاعر العماني الرحالة و خالد الرسيوني من المغرب يقيم في مدريد و عدنان الصائغ الشاعر العراقي المميز المقيم في انجلترا وخزعل الماجدي الشاعر العراقي المقيم في هولندا و الشاعر العراقي هلال كوتا و الشاعر حسين نهاية من العراق الذي يقيم في برشلونة بإسبانيا و جمال نصاری الشاعر الايراني المقيم في انجلترا و مرام المصري الشاعرة السورية المقيمة في باريس و بدر السويطي الشاعر العربي المقيم في ألمانيا و سيد علي صالحي الشاعر الايراني و Bruno Mercier الشاعر السويسري صديق المهرجان الذي أصدر ديوانا لدعم الحي والمسرح الذي تقام فيه.
الفعاليات
حضر ايضا ادباء و سينمائين من بينهم عزالدين الوافي من المغرب الذي يدير مهرجان سينمائي في طنجة، شارك في تقديم بعض فقرات المهرجان السينمائية و إقتصرت مشاركة الصديقة و الأدبية المصرية إنتصار عبد المنعم القاصة والروائية التي تكتب للطفل عن تنشيط أعمال ورشة الأطفال بالرسم انطلاقا من محاكاة قصصها. تعتبر هذه الورشة من أجمل فقرات المهرجان التى أرجو أن تتواصل وتتدعم في الدورات المقبلة ليحمل هذا الجيل المشعل عن سابقيه من أجل التعريف بثقافة بلاد مابين النهرين.