معرض القاهرة الدولي للكتاب و عودة الروح للكتاب العربي
معرض القاهرة الدولي للكتاب وعودة الروح للكتاب العربي
متابعة أ. زكية المنصوري من ارض المعارض بالقاهرة
3 ملايين و609 الف زيارة لمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته 54 وهو الرقم الاكبر منذ انتقال المعرض لمقره الجديد بمركز مصر للمعارض والمؤتمرات بالتجمع الخامس.
فمنذ افتتاح فعاليات المعرض يوم 26 جانفي و الى غاية 06 فيفري 2023 وعلى امتداد 12 يوما لم تخف زحمة الزوار بمختلف فئاتهم العمرية، وخاصة الحضور الاسري المكثف وهي نقطة تحسب للدورة الحالية التى نجحت في استقطاب فئة الاطفال وعائلاتهم بفضل البرمجة الذكية الموجهة للاطفال والتى كانت في صميم استراجية القائمين على الشان الثقافي والمعرفي في مصر كما صرحت بذلك اكثر من مرة الدكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة المصرية.
الدكتورة زهية جويرو لمجلة كل العرب :
الشعوب العربية تحتاج الى الاستثمار في ثقافة المستقبل اكثر من اجترار المعارف القديمة
اما بالنسبة لمحتوى المعرض ونوعية الكتب المقدمة للقارئ العربي فتؤكد الدكتورة زهية جويرو مديرة معهد تونس للترجة ومديرة معرض تونس الدولي للكتاب في دورته 37 التى ستنطلق قريبا في 28 من شهر افريل المقبل ، ان الزائر يمكن ان يلاحظ بكل يسر ان هناك نوعا من “الانفجار” في عدد المنشورات والاجنحة ودور النشر التى فضلت اغلبها عرض الكتب القديمة والتراثية مقابل محدودية المنشورات الجديدة ،وهي احدى المعضلات التى تظهر الثقافة العربية وكانها ثقافة مشدودة للماضي اكثر من المستقبل موضحة ان الشعوب العربية تحتاج الى الاستثمار في ثقافة المستقبل اكثر من اجترار المعارف القديمة والتراثية التى تلاقي رواجا واقبالا جماهريا كبيرا، وهنا نتحدث عن المسؤولية المجتمعية في النشر اضافة الى المصلحة الربحية .
اما بالنسبة للجناح التونسي الرسمي الممثل لوزارة الثقافة التونسية فان اغلب منشوراته تقوم بالاساس على الجديد وعلى المضمون العلمي والمعرفي الرفيع من ذلك نذكر في في مجال الابداع عرض اغلب الروايات التونسية التى حصلت على جوائز عربية او وطنية نذكر منها رواية “السيد العميد في قلعته” للروائي شكري المبخوت ورواية “ابنة الجحيم” لخيرية بوبطان الحائزة على الكومار الذهبي.
“لعبة الامم” لمايلز كوبلاند و كل اعمال دستويفسكي المترجمة: الاكثر مبيعا
اما محمد وليد ناصيف نائب مدير “دار الكتاب العربي ” المصرية وهي من اكبر الاجنحة في المعرض ، فقد اثنى على الاقبال الجاهيري الكبير على اجنحة المعرض منذ اليوم الاول الى غاية اخر ايام المعرض وخاصة حضور الاطفال واالذي يمكن ان فسره بتنوع ووفرة الاصدارات الموجهة للطفل سواء الكتب التعليمية او القصصية ، كما وضح السيد محمد وليد ناصيف ان جناهم توفرت فيه عدة اصدارات قيمة ومتنوعة في السياسة و التاريخ والترجمة والادب العربي والروايات والمذكرات واجابة على سؤالنا حول اكثر الكتب مبيعا ذكر كتاب “لعبة الامم” لمايلز كوبلاند و كل اعمال دستويفسكي التى قمنا بترجمتها من اللغة الاصلية الروسية الى اللغة العربي ، كما حظيت مقدمة ابن خلدون التى قمنا بترجمتها ترجمة جديدة وبطبعة جديدة باقبال واسع.
نجاح كبير في استقطاب جمهور الاطفال بفضل الاصدارات والانشطة الموجهة للطفل
ونحن نتجول في اروقة المعرض استوقفنا الجناح المنمق لدولة الامارات العربية المتحدة وحيوية الدكتورة حسنية العلي مستشارة برامج تعليمية بدولة الامارات العربية المتحدة المشرفة على هذا الجناح والتى وضحت ان الدورة الحالية لمعرض القاهرة الدولي للكتاب تميزت بثراء البرامج الثقافية التى تستهدف المثقفين والشباب والاطفال وهي محور مشاركتنا في فعاليات المعرض حيث شاركنا بندوة حول “الثقافة وحماية التراث في عصر الرقمنة:التحديات والحلول المقترحة ” اضافة الى المشاركة بحوالى 45 فعاليات ثقافية موجهة للطفل. اما بخصوص الاصدارات المعروضة في الجناح فبينت الدكتورة حسنية ان اغلبها حديث.
“المنصرة” “مريم مريام” “حزيران الذي لاينتهى” القضية الفلسطينية محور ثابت للكاتب العربي
مايثلج الصدر في هذا المعرض ان عدة دور نشر اهتمت بنشر الكتب المتعلقة بالقضية الفلسطينية كما بين ذلك الكاتب الفلسطينى بكر زيدان عن “دار الشامل للنشر والتوزيع”، مبينا ان الجناح يعرض روايات جديدة تتحدث عن القضية الفلسطينية منها رواية ” المنصرة” للدكتورة وداد البرغوثي والتى ستتحول الى دراما مصورة ، تحكي عن الانتفاضة الاولى وعن هدم البيوت التى يعاني منها الفلسطينيون وهناك كتاب الانتفاضة الثانية لعادل الاسطى “حزيران الذي لاينتهى” والذي يتحدث عن الدمار وعن الاجتياحات لمدن الضفة الغربية ، كما توجد ايضا روايات للاسر من داخل الاسر مثل روايات كميل ابو حنيش المحكوم تسع مؤبد “مريم مريام” و ” تعويذة الجليلة “.
الاردرن ضيفة شرف و”ليلة واحدة لاتكفي” لقاسم امين اهم الاصدارات الحديثة
اما عن المشاركة الاردنية في هذا المعرض فقد بين السيد احمد الطراونة روائي واعلامي من الاردن عن دار النشر الاردنية “ناشرون وموزوعون” ان اهمية المشاركة الاردن تكمن في كون الاردن ضيف شرف للدورة الحالية لمعرض القاهرة الدولي للكتاب وهناك وفد كبير من المثقفين الاردنيين ضمن الاسبوع الثقافي للمعرض . اما عن المشاركة فهي متنوعة فنية ثقافية وشعرية ،اما عن اهم الاصدارات المعروضة في جناحهم فذكر رواية “ليلة واحدة تكفي” لقاسم توفيق وهو مرشح ضمن القائمة الاولى لجائزة البوكر و”دتاتورية المستنرين” من اهم الاعمال المترجمة عن الادب الروسي ومن ضمن الروايات الحديثة ايضا رواية ” بقعة عمياء ” لسميحة خريس .
الدكتور نزار شقرون و رواية”زول الله في رواية اخت الصفا”
الدكتور نزار شقرون لم يكتفي بالحضور في فعاليات المعرض ككاتب يوقع كتابه الجديد، بل كان نشطا مساهما في عدة انشطة موازية للمعرض .وحول مشاركته في هذه الدورة افاد انها توزّعت على مستويين: تعلّق الأوّل بتوقيعي لروايتي الجديدة” زول الله في رواية أخت الصّفا” واتّصل الثاني بمشاركتي في ندوة حول موضوع “نحن والفنون” فجمعت بذلك بين الأدب والفكر، وهي مراوحة تطبع جميع كتاباتي مثلما تسِمُحياتي، ومثّل توقيع الرواية في المعرض فرصة للتواصل مع القارئ المصري الشغوف بجديد الرواية العربيّة، وأسعدني إقبال الشباب على الرواية وحماستهم للتعرّف على التجارب الجديدة في الرواية العربيّة.
وحول سؤالنا عن نجاح المعرض افاد الدكتور بانه في سياق الأزمة الاقتصاديّة العالميّة وتأثيرها السلبي على كثير من المجتمعات، ازداد التخوّف من تراجع منسوب القرّاء والقراءة أوّلا، وتقلّص حركة النشر ثانيا ممّا يؤدّي إلى تناقص عناوين الكتب المهمّة، لكنّ هذه الدورة من معرض القاهرة الدولي للكتاب كانت مُدهشة حقّا، فقد توفّرت عناوين الكتب الجديدة لتعكس نبض الكتّاب العرب في مختلف المجالات، وخاصّة ما تعلّق بالدراسات الفكريّة وبالرواية، ولم تبخل دور النشر بمزيد المغامرة رغم وضعياتها الصّعبة، واللافت أنّ أغلب العناوين الجديدة نفدت من الأجنحة بعدأيّام قليلة من بداية المعرض. كما تمثّل الأنشطة الموازية جزءا مهما من المعرض، فالبرنامج الثقافي المتنوّع كان طيلة دورات رافعة أساسيّة لمعرض الكتاب، فالقاعات المخصصة للندوات شكّلت فضاء حقيقيّا للنقاشات الجديدة لقضايا تشغل المثقّف المصري والعربي والعالمي.
ختاما ، ونحن نتابع حركية الاقبال ونوعية الزوار لمعرض القاهرة الدولي للكتاب الذي ورغم انتقاله الى مكان ابعد بارض المعارض بالتجمع فقد تكبدت الملايين عناء السفر والطوابير الطويلة معلنة عن ميلاد نوعية جديد ة من القراء فلاخوف على مستقبل الكتاب العربي امام عودة الروح الى القارىء والمقروئ .
الاعلامية زكية المنصوري