“سماء قانية” رسائل أدبية تجمع بين الروائية وحيدة المي و الشاعر محمد الهادي الجزيري
“سماء قانية” رسائل أدبية تجمع بين الروائية وحيدة المي والشاعر محمد الهادي الجزيري
خاص كل العرب – تونس
صدرت هذه الأيام كتاب رسائل أدبية بعنوان “سماء قانية ” للروائية والصحفيّة التونسية وحيدة المي والشّاعر محمد الهادي الجزيري ستكون حاضرة بالمعرض الدولي للكتاب بتونس الذي يفتتح دورته 37 غدا الجمعة . وقد راهنت الكاتبة على تحدّ كبير لإخراج الشّاعر الجزيري من صمت الكتابة وعزلته بعد إصابته بجلطة دماغية ألزمته البيت وفرضت عليه عزلة شعرية طيلة ست سنوات وهو في أوج شهرته وانتشاره عربيا إيمانا منها أن في الكتابة شفاء. وفعلا بعد تبادل الرّسائل طيلة سنة كاملة ، استطاع الشّاعر أن يغادر عزلته وينفض عنه العجز ويحرر قصيدته من صمتها الاضطراري ويستعيد يده “المعطوبة ” ليكتب أولى قصائده ما بعد الانتكاسة “قالت لي الوردة “.
وصدرت رسائل “سماء قانية “، تلك التي قالت عنها وحيدة المي في مقدّمة الكتاب : ” هي رسائل لصيقة بالروح، فلحظات الكتابة بمثابة مرايا وقفتُ أمامها بلا مساحيق ، نقلتُ الصورة بصدق، أعميتُ غرابيلي لحظة كتابتها ،ودسست فيها الكثير مني ومن هذا البلد النّازف … من مواقف صعبة ومرّة عشتها ، من فرح، مرض وحلم ، هي رسائل فترة حاسمة في حياتي، في تاريخ تونس، و في حياة الشّاعر الهادي الجزيري الذي لما نقرت على نافذته في ذكرى عيد ميلادي، (12 ديسمبر2020)، وأبرقتُ إليه بالرّسالة الأولى رحّب بفكرة التراسل وقرر أن يستعيد يده وأصابعه ليكتب من جديد… وبعد سنة وفي ذات اليوم، عيد الميلاد، استطاع الجزيري أن يطلق قصيدته الأولى ما بعد صمت ست سنوات..
واستطاعت وحيدة المي أن تبدّد الحمرة من هذه السّماء وتكسر أطواقها”. وقد تلقّف الشاعر هذه الرغبة من الكاتبة وعبر عن صدفة إبداعية جمعت بينهما وكتب في مقدّمته عن ظروف تنزيل هذه الرسائل التي تذكرنا برسائل كافكا وميلينا ، غسان كنفاني و غادة السمان ، وجبران و مي زيادة لكن بروح جديدة وعطر تونسي : ” لم أكن أعرف وحيدة المي شخصيا ..كنت أسمع عنها وأقرأ لها بعض النصوص..، إذ لم تكن صديقة لي بأتمّ معنى الكلمة ..لكنّها تسللت لي كأمّ أو أخت كبرى لتتفقّد رجلا مغلقا للتصليح أو للموت ..وانطلقتْ في الإنقاذ تدريجيا عن طريق الكلام وما أدراك ما هو ..فانصاع الرجل إلى قدره ..ثمّ هرول نحوه لمّا ذاق حلاوة الشّفاء ..وأخيرا بعد أن كتب ما طاب له من النثر الحميمي ..كتب قصيدته الأولى بعد ستّ سنوات من الصمت و الجفاف ..وعنونها ” قالت ليَ الوردة “.