“تحيا الجزائر”
“تحيا الجزائر”
مساهمة الصحفية حيزية تلمسي /الجزائر
مرت سنة أخرى من عمر الجزائر المستقلة، جزائر الكفاح والنضال، موطن البطولات والثوار، رجال حرروا الأرض وحفظوا العهد، ورفعوا عاليا رايات المجد.
أزيد من نصف قرن وهذا الشعب الثائر يستنشق عبق الحرية، ميثاقه…نوفمبر، وولائه لله والوطن، يؤدي أنشودة السلام، ويهتف بحب ونبض قلب، أن تحيا الجزائر..
ها هي أرض الشهداء هذا العام وككل عام تحي الذكرى وتعيش ستينية الاستقلال بين فرحة النصر والسيادة لدولة بنت وشيدت وأصبحت قوة متكاملة، وبين ذكريات الألم وتفاصيل التاريخ وأحداثه الدامية..
وطن الأحرار يعيش كل يوم طعم الحرية والانتصار، مع كل ذكرى كتبت بدم ونار على صفحات تاريخ الجزائر المشرق في سماء كل الأوطان، في كل يوم نزداد فخرا بتاريخنا، بماضينا وحاضرنا، وتزداد عزة الإنتماء فينا لهذا الثرى الذي سقي بدماء الشهداء..
130 سنة من الإستعمار، شتتته معارك ومقاومات شعبية، ودمرته 7 سنوات نار، ومع كل شهيد يزف كانت تسمع زغرودة حياة و ولادة لشعب لم تكسر عزيمته سياسة القتل والإبادة..
لكن، ثمن الحرية كان باهضا يا سادة، كان سنوات من الكفاح والنضال، كان صرخة أرملة ودمعة يتيم وحرقة أم ثكلى، تجويع وتنكيل وقتال، كان ثورة هزت جبال، وتضحيات رجال، صدقوا ما عاهدوا الله عليه، أدركوا أن ما أخذ بالقوة لن يسترجع الا بالقوة، آمنوا بالله والوطن فكانت “الله أكبر..”. أقوى ذخائرهم وبالسلاح والتخطيط والتفكير والتدبير، نجحث الثورة وداع صيتها، وكان استقلال الوطن الحر من سنوات استعمار وجرائم ودمار ثمنه مليون ونصف المليون شهيد، سقوا بدمائهم الأرض العطشى وأطفأوا نيران الحرب وزعزعوا قادة الجيوش، عرفوا كيف يسترجعون الوطن المسلوب، بالعزم والقوة والشجاعة، فكان النصر حليفهم.
أبطال الجزائر الأحرار، من وضعوا أرواحهم فداء للوطن، تركوا أجيالا تسير على الدرب، تحفظ التاريخ عن ظهر قلب، تحمل شموخ الأجداد وبسالة الابطال، جيل الاستقلال، سليل الثوار، يصون الأمانة ويؤدي الوديعة، يذوذ عن الوطن..صامد صلب لا تهزه الفتن والمحن..يرفع راية الجزائر عاليا ويردد في كل وقت “قسما..”، يُسمع صداه من كل صوب بإليادة شموخ وغضب…شعاره أينما حل وارتحل ..”تحيا الجزائر …المجد والخلود لشهدائنا الأبرار”.