مرثية الرفاق و النهرين!
أ. بلقاسم صوالحية
بين حرب و حرب،
تشن علينا حرب،
بين مدينة و مدينة
تتعالى الرايات
و ينقسم القوم شظايا
عندها تأتي الريح
لتملأ الشقوق و الفجاج
*********
فقدنا بغدادنا و أبي الخصيب
بين شظية و شظية
تنبت القوافي بين أصابعنا
ليكبر فينا الأنين
و ما سهى عنه الرفاق
في ذلك النيْسان الكئيب
و أبناء العمومة بلا دم يشبه حبرنا
يومها وقفت المسلة وحيدة
و جرى الفرات حزينا
لأن الرفاق تناثروا زهورا على التراب
يومها لم تهرب أحلامنا شمالا
بل عادت تنبش خبايا أرضنا و الملحمة
و بكت أور و سومر على حرفنا
و إحتار كلكامش،
كيف دارت عجلتنا؟
و إحتوانا الحجاج بدموعه الساخنة
كيف لقومي يقتلون أبطالهم؟
و كيف عاد كسرى لإيوانه؟
ألم يقتله سارية ذات جبلٍ؟
فأجاب الرفاق.. بصوتٍ قدري:
نحن صاعدون للمقصلة
لأن الهيكل تاه و لم يجد ماء ا
هناك في نيسان الفجيعة
مدننا لن تنسى فرسانها
رغم سهو القبائل المجاورة
هناك في دمنا لن ينسى أطفالنا
فرحنا القادم .. ذات نيسان..
في حضرة النهرين و الرفاق
و نثر نبينا فوق البراق
ذات عروج و إسراء!!
قرب ظلالنا الباقية
ظلال القدس و خيمة الأنبياء
………………………………………………………
هذه مرثية سقوط بغداد تحت حوافر الروم… و مكر ثعالب الفرس..