سياسة فرنسا الفاشلة!!
سياسة فرنسا الفاشلة!!
أ. علي المرعبي
نلاحظ بشكل واضح فشل السياسة الفرنسية في معالجة القضايا داخليا و خارجيا.
داخليا، منذ تظاهرات أصحاب السترات الصفراء وصولا الى اضرابات النقابات العمالية رفضا لمشروع رفع سن التقاعد، و في جميع هذه القضايا كانت الحكومات تركب رأسها بعناد و تنفذ ما يرغب به الرئيس ماكرون، مما ادى الى انخفاض شعبيته الى أدنى مستوى لرئيس فرنسي منذ عقود طويلة.
خارجيا، ارتكبت السياسة الفرنسية أخطاء كارثية انعكست سلبا على حضور فرنسا الدولي. ففي القارة السمراء تراجع الحضور و الدور الفرنسي هناك الى أدنى مستوياته و كان آخرها أزمة النيجر. إضافة إلى فشل علاقتها مع الجزائر و المغرب، و انعدام دورها الفاعل في لبنان.
الآن ترتكب السياسة الفرنسية خطأ تاريخيا من خلال الاصطفاف الكامل و الغريب مع الكيان الصهيوني في سابقة لم تحدث منذ مطلع ستينيات القرن الماضي أو بعد مشاركتها في العدوان الثلاثي على مصر عام 1956.
الموقف هذا انعكس سلبا و بشكل حاد على بروز حالة من الكراهية الشعبية العربية لن تستطيع ترميمه مستقبلا.
ان إجراءات منع التظاهرات المؤيدة للشعب الفلسطيني، و السماح بالتظاهرة المؤيدة للكيان الصهيوني، زادت من حدة الغضب الشعبي العربي ضد السياسة الفرنسية. و هذا المنع المترافق مع تهديدات بملاحقة كل من يعبر عن تأييده لحق الشعب الفلسطيني بدولته المستقلة، يذكرنا بمنع التظاهرات الجزائرية بباريس خلال ثورة التحرير، و قمع احداها بوحشية أدت إلى عشرات الضحايا الجزائريين على يد الشرطة الفرنسية و ما تزال تشكل وصمة عار على جبين السياسة الفرنسية حتى اليوم.
إن حرية الرأي والتعبير حق مقدس في كل الشرائع و القوانين، و أن المساس بها يؤدي إلى المزيد من الاحتقان الشعبي داخليا، و مزيدا من الرفض الشعبي خارجيا، و على الرئيس ماكرون أن يتعظ من تظاهرات أفريقيا مؤخرا التي طالبت بطرد فرنسا و سفيرها و جيشها من النيجر.
إن أصحاب الحق الفلسطيني في أرضهم و دولتهم، ليست موضع مساومات و لا رغبة لأي حاكم في العالم، و أن شعبنا العربي يقف صفا واحدا مع إخوته الفلسطينيين، فلما هذه السياسة الفاشلة؟؟!!