المقاومة الفلسطينية تاريخ نضالي يقارع الاعداء و يفضح العملاء
المقاومة الفلسطينية تاريخ نضالي يقارع الاعداء ويفضح
العملاء
د. ميعاد حسن
لمن يستغرب او يستنكر لما يحدث من مقاومة فلسطينية في فلسطين، فهو من المؤكد لا يعرف الكثير عن تاريخ فلسطين وتاريخ المقاومة فيها التي لم تكن وليدة اليوم.
اذ يمكننا تتبع المقاومة الفلسطينية الى القرن الثامن عشر وفي عام 1799، أثناء الغزو الفرنسي للعالم العربي، عندما أصدر نابليون إعلانًا يعرض فلسطين وطنًا لليهود تحت حماية فرنسا. وكانت هذه أيضًا طريقة لتأسيس وجود فرنسي في المنطقة. وبينما لم تتحقق رؤية نابليون للدولة اليهودية في الشرق الأوسط في ذلك الوقت ــ ولكنها لم تمت.
وفي أواخر القرن التاسع عشر، أعاد البريطانيون إحياء الخطة في أعقاب انهيار الإمبراطورية العثمانية بعد الحرب العالمية الأولى وتأسيس الانتداب على فلسطين، بدأت القوة الاستعمارية البريطانية في تنفيذ خطتها لإنشاء دولة يهودية على الأراضي الفلسطينية.
وفي الوقت نفسه، كانت الحركة الصهيونية تضغط على القوى الغربية لدعم الهجرة الجماعية لليهود إلى فلسطين والاعتراف بالمطالبة اليهودية بالأرض
ومنذ عامي 1915 و 1917 عندما أهدى بلفور فلسطين هدية لليهود بدأت المقاومة.فقد قوبل تدفق الصهاينة إلى فلسطين، بدعم من البريطانيين، بمقاومة فلسطينية شرسة.
وبينما أصرت القيادة الفلسطينية في القدس على مواصلة المفاوضات مع البريطانيين لحل التوترات المتصاعدة، بدأ عز الدين القسام، وهو زعيم سوري يعيش في حيفا منذ عام 1922 يدعو إلى ثورة مسلحة ضد البريطانيين والصهاينة.
وفي عام 1935، حاصرت القوات البريطانية القسام وقتلت مع بعض رجاله. ألهمت مقاومته العديد من الفلسطينيين. وبحلول عام 1936، اندلعت ثورة عربية ضد الإمبريالية البريطانية والاستعمار الاستيطاني الصهيوني.
لهذا فإن المقاومة الفلسطينية التي نعرفها اليوم ترجع إلى ما قبل عام 1948، عندما قامت الميليشيات الصهيونية بتهجير ما يقرب من80% من السكان الفلسطينيين الأصليين قسراً وأنشأت دولة إسرائيل، المعروفة لدى الفلسطينيين بالنكبة بدأت المقاومة الفلسطينية بسلسلة من الثورات ضد الانتداب البريطاني، عندما أصبح واضحًا للفلسطينيين ما كان ينفذه الانتداب البريطاني، وهو إزالة واستبدال السكان الفلسطينيين الأصليين.
وبما إن الاستعمار الاستيطاني ليس مشروعاً سلمياً على الإطلاق، فمن الطبيعي أن يستخدم المستعمر العنف والمستعمر يرد بالمثل
لقد قاوم الفلسطينيون بشكل جماعي في انتفاضتين في عامي1987 و 2000. ومع ذلك، ركزت المقاومة على إنهاء الاحتلال بدلاً من العودة والتحرير.
أشركت إسرائيل جهة فاعلة أخرى للمساعدة في استعمارها للأراضي الفلسطينية المتبقية: السلطة الفلسطينية. ومع إنشاء السلطة الفلسطينية التي وافقت عليها إسرائيل، بتمويل من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والدول العربية في عام ١٩٩٤، اتخذ المشروع الاستعماري الاستيطاني نهجًا جديدًا، حيث قدم حكمًا ذاتيًا محدودًا على جزء من فلسطين مع استيطان أكبر قدر ممكن من الأراضي. مثل البانتوسانيين في حكومة الفصل العنصري في جنوب إفريقيا، عرضت إسرائيل على مجموعة النخبة السلطة السياسية وأضفت الشرعية على برنامج الإزالة والاستبدال.
فالسلطة الفلسطينية، التي ينظر إليها الفلسطينيون على أنها فاسدة ومتعاونة مع إسرائيل في قمعهم، تقود الفلسطينيين إلى طريق خطير. بدعوى تمثيل المصالح الفلسطينية، يتم استبعاد أكثر من6 ملايين فلسطيني من النضال ضد الاستعمار الاستيطاني لأنهم يعيشون كلاجئين نازحين خارج حدود الدولة الفلسطينية المقترحة.
وفي الوقت نفسه، يتعرض أولئك الذين يعيشون تحت حكم السلطة الفلسطينية للعنف والترهيب إذا حاولوا مقاومة الاستعمار المستمر لما تبقى من فلسطين. يتم إرسال الشرطة الفلسطينية لحماية المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية عند حدوث احتجاجات. يتنقل الأسرى الفلسطينيون بين السجون الفلسطينية والإسرائيلية.
لذلك ولكي نكون فعالين، من المهم التفكير في تاريخ المقاومة، لفهم التحول الذي اتخذه مشروع الاستعمار الاستيطاني، وتحديد الجهات الفاعلة التي وظفها لمواصلة أنشطته، حتى لو كان ذلك يشمل الفلسطينيين أنفسهم. المتعاونون ليسوا شيئاً جديداً على حركات المقاومة. ومع ذلك، عندما يحدث ذلك في ظل ما يبدو أنه حكومة شرعية، فقد حان الوقت لإعادة التقييم وإعادة تجميع صفوف المقاومة قبل أن تنحصر المقاومة في الدفاع عن بقايا أصغر من الأرض والشعوب.
ولهذا فاننا كشعب عربي لا ينبغي علينا التشكيك بـ وشيطنة المقاومة الفلسطينية حتى وان كان تمويلها يأتي من عدو اخر وبنية اخرى لان هذا طعن في فلسطين وقضيتها العادلة.
دكتوراه في العلوم السياسية