ممرات فلسطينية
ممرات فلسطينية
أ. نسيم قبها
نتحرك في ممرات متماهية، تتنقل بين ماض كثيف وحاضر مخيف ، ومحاولة لابتكار المستقبل الهجين.
هل تريد التعرف على العالم يا صديقي مثلا ؟ ، مثلا للإثنتين ، مثلا للمعرفة ، ومثلا كأنك صديقي ، ولكن المهم ، تعال نحاول تجميع الحلقات المفقودة لموات مهمش ، وعقائد موغلة في سحب الدم النيء في فلسطين ، مع أن فلسطين ما تزال تحتفظ بنكهتها الموغلة في الروائع ماديا وحسيا وثقافيا واجتماعيا واشتباكيا وسط مجتمعات صغيرة لم يسعفوها وقت الجرح ، الجرح القديم ، والنزف الحاصل من غزة حتى جنين ، وفي غير خلق .
إن اتباع من يدينون بالولاء لإلههم المبجل المعلقة صوره فوق كل صحن فلافل في محيطنا ، و يقدمون له القرابين من صمت قذر ، أو تضامن عاهر ، أو مسيرة مخصية كي يمنحهم بركاته في تصريح يعقبة تصفيق ما قبل النوم ، والشبكية في عينك يا صديقي ستخرج من جحرها من كم النفاق الذي يجاوز عدد مواتنا كل أربع وعشرين ساعة ، التي لا تشكل هما خاصا لجنبات الحاكم والمحكومين بالطبع ، إنما هي مجموعة مذهبية ليبرالية تعاني من فقر الدم ، الدم الذي يستشعر حرارة المواقف ، وأحاسيس الآلام التي تؤمن بالتقمص والحوللات.
إن القارئ العادي مثلك يا صديقي سوى القليل طبعا ، تتداخل في ما بينه كمشة إلحاد في تاريخ مروءة الصحراء التي اغتصبت بنخلها العقيم، ومعظمهم يؤمن بوجود العناصر الأربعة: النار، والهواء، والماء، والتراب ليكون إنسانا على قيد حياة!؟.
إن نبش كل هذا التراث المسعور ، لنحاول التخيل من خلاله الهوية الإنسانية المفقودة التي تجمع كل هؤلاء الحيوانات اليوم ، حيوانات الأتباع المطبقة على خرء المواقف ، والمريدين الذين ربما تتغلب عليهم النزعات شبه البطولية في مرحلة زمنية متأججة في جغرافية كفلسطين اليوم ، فيجنحون الى الخلاف والاختلاف في صيغة الصمت ، وربما الى التصارع والتقاتل في حشد مظاهرة لحناجر ملت كرسي الوظيفة ، فباتت تريد تفريغ طاقة ما ، وقد تنشأ بينهم علاقات حميمية على طريق ما يجري دون تدخلات .
لم يسجل التاريخ في هكذا ذبح أكثر من شاهد على ذلك ….!؟