البشير الصيد: المقاومة انتصرت في حربها على إسرائيل و الموقف العربي من القضية فاشل
البشير الصيد: المقاومة انتصرت في حربها على إسرائيل والموقف العربي من القضية فاشل
أ. سنيا البرينصي
اعتبر البشير الصيد، عميد المحامين التونسيين السابق ومؤسس حركة “مرابطون”، أن المقاومة الفلسطينية في غزة نجحت في تحقيق انتصارات كبرى خلال عملية “طوفان الأقصى” التي انطلقت بتاريخ 7 أكتوبر الماضي بعد أن أصبحت المقاومة هي من تبادر بشن حرب على الكيان الصهيوني.
وأضاف الصيد، في حديث لمجلة “كل العرب” اليوم السبت، أنه برغم حرب الإبادة الجماعية التي يقوم بها الكيان الصهيوني في غزة وما خلفته هذه الإبادة من خسائر كبيرة جدا في صفوف أبناء الشعب الفلسطيني إلا أن المقاومة لم تتوقف بل أكثر من ذلك هي نجحت نجاحا فائقا في تغيير قواعد اللعبة وكسبت تأييدا واسعا لدى شعوب العالم.
وأكد الصيد أن القضية الفلسطينية بعثت من جديد منذ انطلاق عملية “طوفان الأقصى” حيث عادت إلى تصدر طليعة الأحداث الدولية بعد أن كانت قد دخلت في شبه نسيان خلال السنوات الأخيرة.
وشدد عميد المحامين التونسيين الأسبق على أن المؤلم في كل الأحداث الجارية بغزة أن الأنظمة العربية الحاكمة لم تتمكن من فهم واستيعاب هذا الوضع الجديد الذي أصبحت المقاومة هي من تبادر فيه بالفعل وشن الحرب، مبينا في هذا الصدد أن الموقف الرسمي العربي من القضية الفلسطينية برمتها هو موقف فاشل منذ 75 سنة.
وعبر البشير الصيد عن استغرابه الشديد من اكتفاء الحكام العرب بإصدار بيانات احتجاجية إزاء الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة مقابل استمرار إسرائيل في جرائمها من تقتيل وتهجير وإبادة للفلسطينيين.
وبخصوص مواقف الشعوب العربية، المعروفة على مر التاريخ بمساندتها للقضية الفلسطينية، قال الصيد إن هذه الشعوب مؤيدة للقضية لكن في حقيقة الأمر هي شعوب محاصرة بمشاكلها الداخلية ومحاولات تقسيمها من المعارضات الموجودة في هذه البلدان.
أما عن موقف النخب العربية بخصوص ما يحدث في غزة، فأشار البشير الصيد إلى أنه لا يختلف كثيرا عن موقف الأنظمة العربية الحاكمة، مذكرا في الأثناء بأن إسرائيل لم تعتد فقط على فلسطين بل اعتدت على أغلب الدول العربية على غرار العراق وسوريا ومصر وليبيا وغيرها.
وفي سياق متصل، قال الصيد إنه لا يوجد أي بلد عربي لديه وزنه على مستوى السيادة الوطنية والأمن الغذائي، مؤكدا أن هذه الأمرين لا يتحققان إلا بتجميع كافة الإمكانيات العربية وتوحيد الصف من أجل كلمة واحدة أو كلمة سواء في وجه العدوان الإسرائيلي.
كما أكد الصيد أنه لا يمكن الحديث عن سيادة وطنية أو أمن غذائي مكتملين في بلدان العرب بتواصل حالة التشرذم والتقسيم في الإمكانيات وفي المواقف العربية.
وتساءل البشير الصيد بقوله: “ماذا يفعل العرب بجيوشهم إن لم تكن هذه الجيوش مدافعة عن قضايا شعوبها وقضايا أمتها قاطبة”؟.
وعرج عميد المحامين التونسيين الأسبق عما تعرضت له دول عربية خلال ما يسمى ب “الربيع العربي”، مشددا على أنه لو وقف العرب صفا واحدا للدفاع عن أوطانهم والتصدي لاستهدافها لما تمكنت إسرائيل من الانفراد بكل بلد على حدة لتقوم بالاعتداء عليه متى شاءت وكيفما شاءت.