الحرب على غزة وتغير المفاهيم
الحرب على غزة وتغير المفاهيم
اللواء مأمون هارون رشيد
أرخت الحرب على غزة بظلالها القاتمة على كل مناحي الحياة الفلسطينية ، وعلى كل قوى الشعب الفلسطيني وفئاتة المختلفة ، فبشاعة وهول المجازر التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة فاقت كل التصورات ، بل فاقت في بشاعتها حتى ما ارتكب في أكثر الحروب دموية في العصر الحديث ، لقد حركت المجازر اليومية وهولها المرتكبة ضد المدنيين ضمائر كل شعوب وأحرار العالم ، فعمت مدن وعواصم العالم المظاهرات والاحتجاجات المنددة والمطالبة بوقف الحرب الدموية التي يشنها الجيش الإسرائيلي على غزة ، لاشك أن هذه الحرب كان لها الأثر المباشر على الشعب الفلسطيني الواقع تحت النار مباشره وفي كل أماكن تواجده ، فهبت الجماهير الفلسطينية منددة ورافضة ومتحديه للاحتلال و مخططاته ضد الشعب الفلسطيني ، مطالبة بوقف المذبحة التي يرتكبها الاحتلال في قطاع غزة ، وأمام عجز العالم حتى اليوم من فرض وقف لإطلاق النار على إسرائيل وإدخال المساعدات الإنسانية والاغاثية لسكان قطاع غزة نتيجة التأيد والدعم الأمريكي اللامحدود لإسرائيل في حربها ، أمام ذلك ، وأمام شلال الدم المنهمر في قطاع غزة ، وممارسات قوات الاحتلال العدوانية في الضفة الغربية والقدس كان لابد من وقفة لإعادة حساباتنا وصياغة خططنا لمواجهة هذه الهجمة الشرسة ضد شعبنا ، ورغم أن هذا مطلب قديم جديد ، يبرز على السطح كلما تعرض شعبنا لهجمه جديده ، إلا أنه لم نلمس نتائج جدية فيه ، رغم أنه المطلب الشعبي والجماهيري ومطلب القوى الوطنية والفصائيلية بل هو مطلب الكل الفلسطيني ، وبرغم شراسة الهجمة والتي تستدعي موقفاً موحدا للشعب الفلسطيني وقواة السياسية لمواجهة التحديات المصيرية التي تهدد شعبنا وقضيته ، رغم ذلك لم نتقدم قد أنملة لا في ملف إنهاء الانقسام ، ولا في توحيد الصف الفلسطيني ، ولا حتى الاتفاق على برنامج للمواجهة في ظل هذه الهجمة الابادية للكل الفلسطيني ، والاكثر ألما أن البعض مازال يغرد ما قبل السابع من أكتوبر ، وما قبل هذا الشلال من الدم النازف حتى اللحظه ، وما قبل هذا العدد المهول من الضحايا في غزة وهذا الدمار المرعب هناك ، البعض لازال يغرد بلغة التخوين والاقصاء والمحاصصة واقتسام المكاسب التي لا نعرف ما هي تلك المكاسب وكأنه أصيب بالعمى ولا يرى حجم التغيرات التي تحدث ، لقد كشفت الحرب على غزة عن عجزا وقصر نظر واضحاً في المستوى قيادة العمل الفلسطيني في كل المستويات ، وقف الجميع عاجزا في مواجهة العدوان الدموي ضد الشعب ، وفقد الجميع مقدرته للدفاع عن الشعب.
أمام هول ما يحدث ، وأمام قداسه هذا الدم النازف ، وهذه الحرب والتهديدات على غزة وتوسيعها إلى رفح المحاذية للحدود المصرية ومخاطر أن يقوم الاحتلال بتنفيذ مخططاته بالتهجير إلى سيناء وهو الهدف الحقيقي للاحتلال وراء حربه القذرة هذة ، أمام كل ذلك لا بد للقيادة الفلسطينية الأخذ بمسؤولياتها في حماية شعبها والسعي إلى تكثيف الجهود لوقف هذه المحرقة وإدخال المساعدات إلى قطاع غزة وانسحاب قوات الاحتلال ، أن أهم وظائف السلطة ومبررات وجودها، أي سلطة ، أهم وظائفها هو حماية شعبها والدفاع عن حقوقه ، كما أن هذا أيضاً هو دور فصائل العمل الوطني وقواة الوطنية كل في اختصاصه، فاوجه المواجهة والإسناد كثيرة ومتنوعة وغير مبرر هذا العجز و التخاذل، أن الصورة القاتمه لدور الجميع في مواجهة مايجري تدعو إلى الحزن ، وعلى الجميع إدراك أن ما بعد السابع من أكتوبر ليس كما قبله ، وأن الشعب بعد هذا الدم والدمار سيقول كلمته وخاصة بعد أن كشفت الحرب هذا العجز والهوان وعورات الجميع ، والشعب هو صاحب القرار.