قراءة و نقاش لبعض الأفكار و الرؤى المسرحية للدكتور سلطان بن محمد القاسمي
قراءة ونقاش لبعض الأفكار والرؤى المسرحية للدكتور سلطان بن محمد القاسمي
أ. حميد عقبي
يعد كتاب كلمات في المسرح للدكتور سلطان بن محمد القاسمي، من أهم الكتب التي توضح رؤية سلطان القاسمي للفن المسرحي ككاتب وداعم ومحب ومتعلم لهذا الفن العظيم، هو لم يدعي الكمال والعظمة ولم يطلب منا التبجيل والتعظيم والقداسة له ككاتب أو كداعم بعشرات المبادرات والمشاريع وعدد من الهيئات ومن ضمنها الهيئة العربية للمسرح وهذه الهيئة بالذات تبدو أنها فقدت البوصلة وضلت الطريق ونسيت أسباب والدافع لتأسيسيها واستحكم ببرامجها بعض الأفراد أي شلة تكرس كل الأمكانيات لخدمة مصالحها وخلق عظمتها وسوف نقدم مقترحاتنا لانقاذ هذه الهيئة بنهاية هذا المقال، لكن دعونا نقترب لقراءة ما يقوله ويردده محب المسرح، داع المسرح العربي وعاشق المسرح الرجل الرائع د. سلطان بن محمد القاسمي.
في كلمته رسالة إلى المؤتمر الدولي الثالث للهيئة العالمية للمسرح،التاسع عشر من سبتمبر ٢٠١١، بمدينة شيامين ـ الصين، نوه د. القاسمي إلى نقاط مهمة وذكر بضرورة أن يرتبط المسرح بالجمهور، أي ليعبر عنهم ويناقشهم ويكون حيا بينهم وكأنه يرفض المسارح الفاخرة المغلقة التي لا تقدم هموم المجتمع أو المسرح الفئوي البرجوازي أو الأكاديمي المحصور بزاوية ضيقة لعدد من الانفار وهذا الذي يحدث حاليا في أغلب مهرجاناتنا العربية ومهرجانات كلياتنا ومعاهدنا الفنية العربية، ثمة رؤاية تعرف الواقع وتعي بما يحدث، الخطاب هنا كأنه يوجهه القاسمي إلى زملاءه من أهل المسرح العربي وهو يعي بواقعنا الكارثي المحزن.
يقول د. القاسمي :ـ ( نحن اليوم في أمسّ الحاجة إلى مسرح جديد، يسهم مساهمة فعّالة في خلق ٰأنسية جديدة تحل محل الأنسية الحالية التي أصابها الوهن، وتضع حقاً الإنسان في صلب شواغل حكام العالم بأجمعه، بل لا نبالغ إذ نقول يؤسس لحضارة جديدة، دعامتها قيام نظام عالمي تضامني تكافلي.
نحن في حاجة لمسرح قوي، متمرد، يكون بمثابة نداء يعيد النفس، بتقديم المثل… يا أهل المسرح : لقد حملت هموم المسرح على عاتقي وأعاهدكم أن بأني سأحملها إلى الأبد.)
هنا لسنا مع خطابات حماسية تستدعي التصفيق، بقدر أنه خطاب يدعو للشراكة والتعاون والتضحية والنقاش، لذلك نقدنا للهيئة العربية للمسرح التي لم تعي وتفهم وتطبق عشرة بالمئة من هذا الفكر يصب كعنصر فعال يتضامن مع حرقة وطموحات هذا الرجل ويتضح تماما أنه يرفض الفساد وعدم الشفافية وقمع الفنان المسرحي وأسس ودعم هذه الهيئة لتساندنا جميعا كفنانين وفنانات نحب لمسرح ولفعل عمل فني تشاركي وليست كل هذه الامكانيات لعشرين أو ثلاثين شخص هم رؤؤساء وأعضاء كل اللجان وليس لبعض الأفراد بالإدارة وتحدثنا أن أحد هؤلاء يسافر ثلاثين إلى اربعين سفرية وتطبع كتب بمال الهيئة عن منجزه الفني المتواضع وقلنا في 15 فيديو إلى الأستاذ إسماعيل عبدالله أمين عام الهيئة، وبصريح العبارة اعزل هذا الرجل وشلته وكل البرامكة وتفرغ لقيادة وإدارة هذه الهيئة وعليك التنازل عن كل المناصب الفخرية والنقابية وأن تسخر كل دقيقة لخدمة المسرح العربي ومنصبك لا يعني أنك أنت وأي شخص في ادارة الهيئة بأنكم سادتنا، أنتم تستلمون رواتب مجزية وضخمة من أجل خدمة المسرح العربي ولا يحق لواحد منكم أن يفوز بأي جائزة في مهرجانات الهيئة ولا أن يطبع كتابا عن منجزه الإبداعي ولا ينال أي تكريم من مهرجانات وهيئات أخرى لآن هذا ينافي مبدأ الشفافية الذي ينادي به د. سلطان بن محمد القاسمي، إذن هذه الإدارة تخالف وتصبح حجرة عثرة لما يريد أن يحققه القاسمي لمسرحنا العربي.
لنذهب إلى كلمة اليوم العربي للمسرح في العاشر من يناير ٢٠١٤ بالشارقة، وأهم فقرة تلفت الانتباه قوله ( المسرح ميدان رائع للتعبير عمّا تزخر به الحياة الاجتماعية، من أذواق العصر، والأفكار، والطموحات الجديدة.)، إذن نستنتج أن فكر سلطان القاسمي، يدعم التجديد ومراجعة واقعنا بسلبياته وايجابياته والنزعة إلى الإبداع والتجديد وألا نقصي فكرا أو مبدعا وألا نظل في مكاننا وزماننا ونفس أدواتنا، فيجب أن تتجدد الأدوات المسرحية وتنفتح على الواقع الإنساني ويكون المسرح من أدوات قراءة العمق الإنساني العربي.
عندما نعود إلى الهيئة العربية للمسرح والهدف منها خلق مسرح عربي جديد ويتجدد ولكن بسبب ضعف فكر إدارة هذه الهيئة فهي تحب التكرار وترفض التجديد وتجعل من أحد موظفيها يمسك بكل الملفات ويخلق هالة وقداسة لذاته، يشجع على النفاق النقدي طالما يصنع منه معجزة المعجزات وأعماله عبارة عن أعمال مونودراما أو هو حاكي يجيد الحكاية وأمثاله بالمئات فلماذا يفرضه علينا أمين عام هذه الهيئة ويجعله المتصرف الأول والأخير؟ يصعب علينا فهم عقلية إسماعيل عبدالله كأمين عام وقريب إلى فكر د. سليمان بن محمد القاسمي ورفيق له، فلماذا يضحي إسماعيل بهذا الفكر التنويري ويهدر كل هذه الإمكانيات والزمن وهو أغلى من المال..هذا سؤال نوجهه إلى إسماعيل عبدالله ـ أمين عام الهيئة العربية للمسرح بالشارقة وندعوه أن يعيد قراءة كتاب كلمات في المسرح للدكتور سلطان بن محمد القاسمي، لعل وعسى أن يفيق إسماعيل من سباته.