هل ينجح الرئيس الجديد للإتحاد الافريقي في تضميد جراح القارة؟
هل ينجح الرئيس الجديد للاتحاد الافريقي في تضميد جراح القارة؟
أ. موسى ولد أحمد
نجحت موريتانيا بإجماع من من قبل دول شمال إفريقيا الأعضاء،لتولي رئاسة الاتحاد الإفريقي، برئاسة الرئيس الحالي لموريتانيا محمد ولد الشيخ الغزواني، خلفا لرئيس جزر القمر غزالي عثماني ،خلال القمة السابعة والثلاثين في أديس أبابا ،وسط غياب ست دول من الأعضاء فقد عُلّقت عضويتهم بسبب الانقلابات العسكرية والأزمات السياسية ،وهي مالي و الغابون و السودان و بوركينافاسو و النيجر وغنيا ، ليكون بذلك الغزواني ثالث رئيس موريتاني يتولى هذا المنصب ،ويعتبر هذا نجاح للدبلوماسية الموريتانية ،ومكسب تاريخي رغم التحديات التي تعيش القارة بسبب الانقلابات و الصراعات السياسية.
أمام الرئيس الجديد للاتحاد الافريقي عام لتضميد جراح أنهكت شعوب القارة ، و صراعات جاءت على الأخضر و اليابس ، ملفات عديدة كالمواجهة العسكرية الدبلوماسية بين جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا ،والتوترات الدبلوماسية في منطقة القرن الإفريقي ، إضافة الى ما تعيشه منطقة الساحل وبالاخص السنغال بعد إلغاء الرئيس ماكي سال مرسوم موعد الانتخابات الرئاسية في البلد.
مشاكل سياسية تعاني منها القارة في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية،وصراعات القت بظلالها على الشعوب، فمن تحديات الحكم إلى الفساد و الاستبداد و الانتخابات المتنازع عليها ،اضافة الى عديد القضايا الشائكة التي لا تزال تعيق التقدم و التنمية.
ويعد ارث الاستعمار أحد المحركات الرئيسية لما يحدث في القارة ،فقد ترك وراءه هياكل السلطة الراسخة والانقسامات العرقية ،رغم مكافحة عديد الدول ما بعد الاستعمار من أجل بناء أنظمة سياسية شاملة ،تمثل جميع شرائح المجتمع بشكل مناسب، إلا أن العواقب المترتبة على الأزمة السياسية في أفريقيا عميقة وبعيدة المدى ،و تعيق النمو الاقتصادي والتعليم وتطوير البنية التحتية.
ويعتبر الفساد قضية منتشرة تقف في وجه الاستقرار السياسي ، ففي افريقيا يتلاعب بعض القادة بالعمليات الانتخابية للحفاظ على قبضتهم على السلطة، مما يؤدي إلى خنق أصوات المعارضة وإدامة دائرة عدم الاستقرار ،و غالبا ما يعطون الأولوية للإثراء الشخصي على رفاهية مواطنيهم، ويستنزفون الأموال العامة وينخرطون في المحسوبية ،وهذا لا يؤدي إلى تآكل الثقة في المؤسسات الحكومية فحسب، بل يؤدي أيضا إلى تفاقم الفقر وعدم المساواة.
يتطلب تضميد الجراح في افريقيا نهجا متعدد الأوجه يعالج الأسباب الجذرية لعدم الاستقرار ويعزز الحكم الشامل،ويشمل ذلك تعزيز المؤسسات الديمقراطية، وتعزيز احترام حقوق الإنسان، والتصدي للفساد بشكل مباشر، ولن يتسنى لإفريقيا أن تتغلب على تحدياتها السياسية وأن تحقق كامل إمكاناتها إلا من خلال الجهود المتضافرة على المستويين الوطني والدولي.
وعلى الرغم من هذه التحديات، هناك بصيص من الأمل يلوح في الأفق بعد تولي موريتانيا رئاسة الاتحاد الافريقي ، فالرئيس الجديد للاتحاد ولد الغزواني يمتلك قدرة على التعامل مع القضايا الشائكة المطروحة للأفارقة، إضافة إلى علاقاته الجيدة مع شركاء القارة، و بإمكانه توظيف قوته الدبلوماسية في حل الأزمات التي تواجه افريقيا .
صحفي موريتاني، مهتم بالميديا الجديدة و السياسة.