هل سيتحقق الحلم العربي بالوصول الى الفضاء الخارجي؟
هل سيتحقق الحلم العربي بالوصول إلى الفضاء الخارجي؟
ا. جواهر بوكثير
منذ البدايات الأولى لعصر الفضاء خصوصا بعد إطلاق أول قمر صناعي سوفياتي “سبوتنيك 1” في تاريخ البشرية، أدركت دول العالم أنه لا بد من تنظيم الأنشطة الفضائية للإستفادة منها في شتى المجالات العلمية، الاقتصادية، التجارية و العسكرية.
لقد أصبح الفضاء إطارا للتنافس بين دول العالم إلا أن إستفادة الدول العربية من تكنولوجيا الفضاء يعد حلما عربيا لا يتحقق إلا بتحقق الإرادة السياسية في الإستثمار في مجال الفضاء الخارجي خصوصا و أن الفضاء ملك للإنسانية جمعاء و من حق كل الشعوب إكتشافه.
إذ نجد العرب مهتمين بهذا المجال منذ سنة 1976 من خلال إنشاء منظمة الإتصالات الفضائية العربية “عرب سات 1″ ، أثمرت عن هذه الوحدة العربية في مجال الفضاء إطلاق أول قمر عربي مشترك سنة 1985 و تبعته إطلاق مجموعة من الأقمار الصناعية بهدف إسداء خدمات الإنترنت إلا أن هذه الأقمار الصناعية العربية ” عرب سات 1، 2 و 3″ كانت صناعة غربية و بإطلاق عربي بسبب ضعف الإمكانيات المالية و العلمية لذلك لابد من التركيز أكثر على تطوير الكفاءات في مجال الفضاء و الإستثمار فيه و توحيد كل الجهود العربية من أجل خلق وحدة عربية في مجال الفضاء من خلال تركيز وكالة فضاء عربية مثل وكالة الفضاء الأوروبية. إذ تتجه مساعي 14 دولة عربية من بينها تونس إلى تركيز أول وكالة فضاء عربية خصوصا بعد تركيز أول وكالة فضاء إفريقية.
إن وكالات الفضاء العربية تطمح إلى الإستفادة من تكنولوجيا الفضاء و الاستثمار في هذا المجال مثل وكالة الفضاء المصرية التي تضم حاضنة أعمال لتشجيع الشركات الناشئة في مجال الفضاء و وكالة الإمارات للفضاء التي تنفذ إستراتيجية الفضاء 2030 و تعكس إستمرار طموح الإمارات في الفضاء من خلال إنشاء أول محكمة فضاء، وصول أول رائد إماراتي عربي الى محطة الفضاء الدولية و إنضمامها إلى مشروع إنشاء محطة الفضاء القمرية.
بالرغم من جهود بقية الدول العربية في تحقيق إنجازات و التنافس في مجال الفضاء إلا أنها لازالت في خطواتها الأولى.
صحفية من تونس.