“اليوم التالي” من خطة محور الشر الأمريكي الصهيوني الصفوي
“اليوم التالي” من خطة محور الشر الأمريكي الصهيوني الصفوي.
أ. علي المرعبي
منذ أيام تشهد العاصمة الأردنية عمان تظاهرات دعما لغزة و ضد إجرام الكيان الصهيوني هناك، و هذا موقف لا خلاف عليه… و لكن سندخل بالتفاصيل لأن هناك ألف شيطان سيدخل معها…
التظاهرات يحركها الإخوان المسلمين، و التظاهرات السلمية و وفق القانون الأردني لا تتناسب مع “التعليمات” التي تصل للأخونجية بتفجير الأوضاع داخل الاردن و لمصلحة عدوين: الكيان الصهيوني و نظام الملالي.
لنفترض أن المتظاهرين وصلوا لسفارة الكيان الصهيوني و دمروها و اشعلوا النار بها.. ما هي استفادة أهل غزة من ذلك؟ لا شئ.
لنفترض أنهم انتقلوا للخطوة الأكبر و الاخطر و هي وصول مجاميع من المتظاهرين إلى الاغوار و الجسور مع الضفة الغربية المحتلة و التي هي تحت سيطرة الجيش الصهيوني فماذا سيحدث؟؟!!
قبل أي شئ، هل النظام الأردني – بغض النظر عن رأينا به – قادر على تحمل تبعات مواجهة على حدوده، سياسيا و عسكريا و اقتصاديا؟؟ خاصة اقتصاديا. طبعا لا.
في ظل هذه الفوضى التي يخطط لها من وراء الكواليس بين الكيان الصهيوني و النظام الصفوي، ماذا سيجري داخل الأردن؟ هل يعود شبح أيلول الأسود 1970 إلى البروز بشكل أخطر و أوسع يؤدي إلى صدامات بين العشائر الأردنية و الاخوة الفلسطينيين في الأردن (كلنا يتذكر التوترات التي تعقب مجرد مباريات كرة القدم) بالذريعة القطرية!!!
“اليوم التالي”.. أولا سيبدأ غياب الإعلام عما يحدث في غزة لمتابعة التطورات الخطيرة في الأردن و على تخوم الضفة الغربية.
ثانيا.. سيقوم الكيان الصهيوني إلى المرحلة الهامة بعد أن دمرت غزة و أصبحت منطقة غير قابلة للحياة إلى “الإنجاز الأهم” و هو الضفة الغربية.
ثالثا.. سيبدأ الكيان بمواجهة خلايا المقاومة في الضفة الغربية و حتى مع عناصر الأمن الفلسطيني و خلق بؤر حروب تؤدي إلى بداية تهجير مدن في الضفة الغربية إلى الحدود مع الأردن(كما حصل الآن في رفح) و الاستيلاء التدريجي على مدن و قرى الضفة الغربية.
هنا- في ظل الفوضى داخل الأردن- ستتحرك الميليشيات الإيرانية و تدخل الأردن بحجة دعم الشعب الفلسطيني و يتم السيطرة على الأردن لتصبح عمان خامس عاصمة عربية تحتلها إيران!!!
انا اقف ضد كل معاهدات السلام و التطبيع مع الكيان الصهيوني.. و مع حق الشعب الفلسطيني على كامل ترابه الوطني، و لكن كيف يمكن أن نحافظ على حقوقه في ظل الظروف الحالية؟ نظام رسمي عربي و إسلامي ضعيف و جبان و متخاذل..
من جهة ثانية: لماذا لا تتحرك مثل هذه التظاهرات في سوريا (بلد المقاومة و الممانعة) و تذهب الحشود إلى حدود الجولان المحتل للتضامن مع غزة؟؟ و لماذا لا يقوم حزب الله بدعم عسكري لأهل غزة و هو يمتلك القدرات العسكرية “لما بعد حيفا”؟؟؟!!! ام لأنهما ضمن المشروع الصفوي في الوطن العربي؟؟
على القوى الوطنية الأردنية و الفلسطينية في الأردن أن تتدخل بشكل عاجل و سريع لوقف المخطط الذي يقوم به الاخونجية بإستغلال عواطف الناس المؤيدة لأهلنا في غزة ضمن الضوابط الوطنية و الأمن القومي العربي، و لقطع الطريق على مخطط “اليوم التالي” الأمريكي الصهيوني الصفوي.. و دعونا من التصريحات العنترية التي تستغل عواطف الشعب..
في يوم الأرض
30 آذار – مارس 2024