الحرب على فلسطين بين الانكشاف والافتضاح والافصاح
الحرب على فلسطين بين الانكشاف والافتضاح والافصاح
أ. عبدالعزيز أمين عرار
بعد مرور 6 شهور على الطوفان دروس شتى وعبر تترى ما بين الة القتل والاجرام في المدنيين الفلسطينيين وعجز الكيان عن حسم الحرب بعجالة كما جرى في حرب 1948 و1967 وما انتهت اليه معارك الثورة الفلسطينية في الخروج من بيروت 1982 والتسليم بعقد اتفاقية أوسلو مالاتها عام 1993 . كما أن هذه الحرب فضحت وكشفت وعرت كل من أمريكا والكيان الغاصب في مفاهيم حقوق الانسان والديمقراطية والقانون الدولي التي اتضح انها مزيفة لا تستهدف سوى فئة قليلة في العالم .كما أنها بينت طبيعة فكر القبيلة السياسية الصهيونية الحاكمة في الكيان الغاصب والتي تمارس ثأرها الاجرامي خارج اي منظومة ولا يرويها الا الدم وحالها حال التلموديين الذين يريدون قتل الاغيار وعيدهم هو العيد الذي يغمس في خبز الفصح بالدم وعليه لا ضوابط على الطلاق يوصى بها الجيش من اعلى الرتب الى اصغرها .ومما كشفته هذه الحرب وافصحت عنه قدرة الامة المقاتلة على تحقيق مقاومة متواصلة وقدرة على استمرارية الصمود مهما كان حجمها صغيرا وبقعتها الجغرافية محدودة وعليه يثبت هذا بالمطلق ان هناك أنظمة جمهورية وملكية عربية باعت او خانت او لم تحسن الحسابات العسكرية وكانت هيئاتها السياسية غارقة في الرومانسية السياسية وحتى الغنائية وكانت اشبه بالهياكل .الكرتونية وقاعدتها رخوة وهشة ولهذا كان من السهولة بمكان سقوط الضفة الغربية وسيناء والجولان عام 1967 .واحتلال فلسطين عام 1948 من قبل 650 الف يهودي مقابل امة عددها يومئذ 70 مليون نسمة ..
ومما افتضح وانكشف امره أن القوى السياسية والدينية واحزابها وحركاتها في الامتين العربية والإسلامية رهنت مقدراتها وردودها في حدود ضيقة تقتصر على التظاهر والاحتجاج وهو محدود مقارنة بالمجتمع الغربي الرأسمالي وهذا يعني ان وعي الجماهير العربية عاجز ومقصر وغير قادر على مجاراة الحالة الثورية في غزة وباقي فلسطين وهو موقف متفرج وهو غير قادر عن الخروج عن طوع الأنظمة العميلة والمطبعة .
ومما كشفته الحرب وفضحته انه في ظل حالة العجز العربي لجأت الحركات الإسلامية السياسية في غزة الى التحالف مع ايران بعد أن فقدت املها في النظام الرسمي السياسي العربي وأيضا لطبيعة هذه الحركات البرغماتية السياسية فاتجهت صوب ايران متحالفة معها وظنا منها أنها ستقاتل امريكا وتجيش الجيوش ولكنها لم تدرك ان القيادة الايرانية لا تحارب على ارضها وغير مستعدة على الاطلاق لقتل جندي ايراني واحد داخل الحدود الإيرانية وعليه فان حربها تقتصر على دور الوكلاء الموزعين في عدة اقطار عربية وهي بدورها تسجل حصادهم لمصلحتها القومية الفارسية وحساباتها السياسية في الإقليم . طبعا هناك أشياء مهمة كشفتها الحرب وهي قدرة شعبنا على الصمود وتفوقه على قيادته وهو دوما سابق لها ولفعلها منذ عام 1921 حينما بدت تتشكل الحركة الوطنية الفلسطينية