نحن الغارقون في الجهل
نحن الغارقون في الجهل
أ. حيدر صبي
يقول : “دائماً ما أدعو، وأستعين بالله لكي يلهمني بالموسيقى المناسبة”. !!
ويقول ايضاً : ” الموسيقى هي وليدة المجتمع والحياة والطفولة والمواقف اليومية في الشارع والبيت وإلى آخره ، هذه العناصر هي التي صنعت التأثير ، لهذا ربما أكون مؤثرًا لأنني تأثرت بكل ماسبق ” . !!
حتماً الكثير من العراقيين سوف لن يعرفوا من صاحب تلك المقولات ، نعم فالاغلب منهم الان لاتتعدى معرفته أسماء الخلفاء وقادة الاسلام والغزوات التأريخية ، ومن ثم مطربوا القصائد العاشورائية كالملا باسم الكربلائي ومحدثوا المنبر الحسيني ، ونتينياهو وبايدن ، وقادة العراق السلطويين ، لذا يكون من البديهي ان لا نرَ للاعلام العراقي اثراً في تسليط الضوء على زيارة هكذا شخصية موسيقية فذّة الى بغداد وما يؤلم انه قدم لبغداد وحثت خطاه شوارعها لاكثر من الثمان مرات حتى لتكاد تكون زياراته اشبه بالسرّية بسبب تواري الاعلام عنه .
من هو ( A.R.Rahman ) ؟؟
انه ( ركة الله رحمن) ، وهذا هو الإسم الحقيقي الذي تم اختصاره إعلاميا إلى “إي. أر. رحمن” ، مواطن هندي ، تولد 1966 ، ولد في مدينة مدراس والمعروفة ايضاً باسم “تشيناي” يحمل من اللطافة الكثير ومن البساطة ماهو فوق المتوقع ، متواضع ، هاديء وودود ، ما ان تقع عيناك عليه حتى يبادرك بابتسامته الغارقة بالخجل ، كل هذا وهو يقف على سلمة كبار المؤلفيين الموسيقيين بالعالم، حيث تم اختياره ضمن قائمة ال 100 شخصية المؤثرة بالعالم ووفق مجلة الTime الامريكية ، في حين هناك من الشخصيات وحال ألف رواية يتيمة تجده توسد مقاهي بغداد المعروفة ليدخلها من ساعة اول افتتاح حتى اخر ساعة للاغلاق ، ولاتسأل بعد عن انفته وخشمه اليابس وهو يقابل شخصا يعرفه جامله بكلمة مديح لمنتجه الذي علاه التراب في معارض بغداد واربيل والنجف !!! .
حصل A.r rahman على عدة جوائز عالمية كجائزة (جرامى) لأفضل أغنية مكتوبة لوسائل الإعلام المرئية، وجائزة( الأوسكار ) لأفضل موسيقى تصويرية، وجائزة (البافتا )لأفضل موسيقى فيلم.
ويشرف “ركة الله” علي أوركسترا الفردوس، وهي الأوركسترا الرائدة التي تجمع بين أعضائها 50 موهبة من العازفات الموسيقيات والذي شارك في معرض اكسبو في دبي.
باع A.r rahman وفقًا لتقدير هيئة الإذاعة البريطانية ، أكثر من 150 مليون نسخة من أعماله التي تتألف من موسيقى من أكثر من 100 مقطع صوتي وألبوم.
قدم العديد من الأعمال منها موسيقي فيلم مليونير متشرد أو Slumdog Millionaire، والذي نال عنه جائزة الأوسكار، و Lagaan: Once Upon a Time in India و Jodhaa Akbar وغيرها من الأعمال الهامة ونال 2 من جوائز Broadcast Film Critics عن أفضل أغنية في 127 Hours وأفضل ملحن عن Slumdog Millionaire ، حيث نال 121 جائزة و99 ترشيح لعدد من الجوائز الهامة .
– تحوله من الهندوسية الى الاسلام الصوفي
يقول بصدد ذلك (( لقد وجدت السكينة في الاسلام والهدوء ، ودائما ما ادعو الله واستعين به ليلهمني بالموسيقى المناسبة )) .
وبالنسبة للموسيقى الصوفية وإنتاجه هذا النوع، أوضح أن السبب تأثره بوالده الذي يعتنق الفكر الصوفي الإسلامي، وكشف عن كواليس صناعته مقطوعة موسيقية صوفية قبل اعتناقه الإسلام في لقاء لقاء بمهرجان القاهرة الدولي : “كنت أود فهم الإسلام، وكنت أستعين ببعض الأشخاص الموثوق بهم… وفي بعض الأحيان تنشأ لديك رغبة في المعرفة والتعلم، وتدعو الله أن يساعدك لكي تقدم عملاً قوياً، فأتذكر أنني قلت في مرة ما إنني أحتاج إلى (سبايدر مان) لتنفيذ الموسيقى”.
اخيرا نقول حينما تستمع لدعوه غارقة بالقيح من سياسيي بائس او من قبل مزمري قادة السلطة لمحو اثر تمثال ابو جعفر المنصور ومثيلتها التي تدعو وزارة التربية لتضع في منهاج الطلبة قصة علي مع عمرو بن عاص وقبلها جعل عيد الغدير عطلة رسمية ثم تهديم ضريح العلامة بن الجوزي وازالة مئذنة جامع السراجي التأريخية ( 1727) م ، وطمس اثار مقامات وشواهد الديانية اليهودية في الكفل وتشييد جامع بدلا عنها وبحجة انها كانت ( خطوة ) للامام علي عليه السلام ، ثم لا هناك ممن نسمعه من اصوات لاقرار قوانين القداسة للمدن الدينية العراقية وما تخفيه دفّة تلك القوانين من مآرب سياسية فتنوية اقصائية متشددة ، نعم ولما تستمع وتشاهد كل هذا السلوك وهذا الضخ المأزوم نفسياً لتغييب عقول العراقيين وحتى يغرقوا العوام بالجهل ، حتما سوف لن تجد هناك من تسليط اعلامي على زيارة شخصية موسيقية محبة للحياة مثل شخصية ركة الله رحمن المؤلف والموسيقي العالمي الهندي.