مقالات كل العرب

مصارعة الثيران و (تطبير) الشيعة !!

شارك

مصارعة الثيران و(تطبير) الشيعة!!

د. علي القحيص

في كل عام تطل علينا مناسبة “يوم عاشوراء” ، تبدأ الفضائيات ( الشيعية) ببث إحتفالات وكرنفالات العويل والصياح والصراخ ومشاهدأفواج وقطعان بشرية هادرة تلطم وجوهها وتدق صدورها ويمارسون التطبير في ايذاء الأنفس بالسكاكين وسلاسل الحديد، وشق الرؤوس بالسيوف والادوات الحادة مضرجين بالدماء، بشكل مفزع ومقزز إلى حد الإنهاك والموت احيانا ، ومنهم من قسم جسمه نصفين بساطور حاد، و فلق رأس طفل نصفين بسيف حتى خرج المخ من راسه ومات!
هم يقدمون مشاهد مروعة وصادمة ترفضها الفطرة الانسانية السوية، ومشاهد الدماء تنثر على وجوهم واجسادهم ، بل حتى الأرض تغطى بالدماء وكأنك في مسلخ للأضاحي في عيد الأضحى!
إنها سادية العنف والتلذذ بإيذاء النفس وأهانتها ،من اين أتت ومن يشجعها؟
هو العنف بعينه والقسوة والجرأة وغلظة القلب، وتعذيب النفس بشكل مذل ومهين، حيث يمضي بعضهم زحفا على يديه وقدميه إلى المراقد الشيعية لمسافات طويلة حتى تدمى اطرافه، والبعض منهم يتطوع ويجلس على قارعة الطريق ، يغسل ويقبل ارجل المارين بشكل مقرف ومقزز ومهين للإنسان، حتى أن ذلك غير مقبولة عند الوالدين إحتراما للكرامة.
أي عقول تلك التي تدعي ان غسل ارجل الزوار الفرس للعتبات المقدسة هو إيمان وتقربا من الله حسب تلك المعتقدات المجوسية المذلة، بينما الله سبحانه وتعالى كرم ورفع مكانة الإنسان بقوله تعالى :
( ولقد كرمنا بني آدم ). “الإسراء ،الآية 70” .
ورسوله الكريم ، حذر ونبه بحديث شريف :
( ليس منا من لطم الخدود، وشق الجيوب، ودعا بدعوى الجاهلية ).
وأثناء سفك الدماء ولطم الوجوه من قبل هذه الفئة (المتوهمة) ، التي تجسد الظلالة والاذلال لآدمية النفس البشرية واهانتها، لم نسمع من أي منظمة إنسانية عالمية إدانة أو استنكار أو تدخل أو مناشدة لوقف هذا السلوك المؤذي والمرعب و[الإرهاب التتري] ، والذي يضر بالإنسان وعقله وصحته ويثير الإشمئزاز و الفزع من هول المشاهد الدموية المريبة المرعبة، وخاصة تطبير رؤوس الأطفال الصغار وإسالة الدماء من رؤوسهم بشكل غير إنساني ولايستساق من ضمن المفهوم العقلي ، لنتساءل:
أين هي منظمات حماية الطفل والتدخل من قبل المنظمات العالمية لحماية الإنسان وحقوقه وصون كرامته وإحترامه، من هذا السلوك الغريب والتمادي بالجهل و الخطر والضرر وقتل البشر وتشويهه بالضرب المبرح بلا هوادة ولارحمة وهو اقسى ممارسات التعذيب التي عرفتها البشرية!
تلك المنظمات الإنسانية العالمية ، يبدو إنها تقلق ابوابها وتعصب أعينها عن تلك المشاهد ( الإرهابية) ،السنوية في هذا الشهر، لأنها تدرك تماما أنه هذا هو تجهيل وتخدير وتخلف وتغييب ممنهج، وضياع وهدرللعقول وغسل للأدمغة وتخريبها، وتفرقة وتمزق للدين الإسلامي الحنيف (الصحيح) وكذلك يساهم بتشويه صورة الإنسان العربي أمام الغرب والعالم، من خلال تلك المشاهد المزعجة الدموية المتخلفة المريبة، التي تمارس برضى اصحابها الجهلة عن غباء ، وهو ما يفرح أعداء الإسلام الحقيقي ، وكذلك يبين للعالم أن المواطن العربي لازال مغيبا وغائبا ، وجاهلاً ومتخلفاً لا يستحق الحياة الطبيعية !
ولذلك نلاحظ أن تلك المنظمات الدولية التي تدعي حماية الإنسان والحيوان ايضا، لا تتدخل بحالتين شاذتين ومضرتين، وهما (تطبير) الشيعة وسفك الدماء للكبار والصغار في كرنفالات شهر عاشوراء الدموية من كل عام، وايضا لا تتدخل ايضا في منع مشاهدة ( مصارعة الثيران) وضربها بالأسهم الحادة والسيوف حتى تدمى وتغرس الآلات الحادة والرماح في أجساد الثيران حتى الموت في ميادين صراع الثيران، على مرآى الملايين يتفرجون كيف تنفق وتتعذب قبل موتها..؟
إنها ثقافة تغييب العقل الجمعي وغرس ثقافة الاعتياد على رؤية الدماء وإيذاء النفس لقتل المشاعر الانسانية وموت الضمائر الحية في نفوس البشر لتتحول الى ادوات مسيرة فاقدة للإحساس والرحمة والشفقة والتراحم، وزرع الحقد والكراهية والعنف والتفرقة بين أبناء الدين الواحد او المنطقة الواحدة، من خلال استحضار وتسخير سرديات وأكاذيب تاريخية محبوكة على أيدي شياطين تتربص بالأمة، والأخطر غسل الادمغية واقناع الشباب المقرر بهم ممارسة ضرب انفسهم (التطبير) بتلك الممارسات المرفوضة من علمائهم الكبار، و لا يأمرون بذاك !
قتل الثيران بالاسهم والسيوف ليس لها رسالة أو هدف أو فائدة ، إلا تغييب وتجهيل قطاعات من المجتمعات، الذين يمارسون قتل الحيوان بطريقة بشعة جدا، دون إدانة أو شجب أو مناشدة لوقف تلك الممارسات، بينما المنظمات الإنسانية العالمية( الذكية) تفعل ادواتها وتحتج على ذبح الاضاحي في موسم الحج، رغم انها برخصة شرعية وأمر إلهي حيث توزع لحومها على المحتاجين الفقراء.
وايضا تحتج المنظمات الدولية على بعض العرب وبعض المسلمين بالخارج، اذا مارس الأب أو الأم شيئاً من القسوة بحق الأبناء لتأديبهم وتقويم بعض سلوكياتهم، وتستنفر هذه المؤسسات الدولية والمنظمات العالمية ،وتثير ثائرتها وتقلب الدنيا رأسا على عقب، وتتدخل وتأخذ الأطفال من أحضان والديهم من بيوتهم بقوة الشرطة وحتى إيداعهم لدى مثليين أو أزواج بلا عقود زواج.
إنه التضليل والتدليس والكذب والنفاق والمعايير المزدوجة، ولنا ان نتساءل:
إلى متى تسمح دولنا العربية بإقامة وتنظيم تلك المشاهد الإرهابية الدموية المرعبة ،التي ترفضها كل الديانات السماوية والأنظمة والقوانين الإنسانية والتقاليد والاعراف العربية الأصيلة، والدخيلة على ديننا وأعرافنا وثقافتنا، من خلال تعميم وترسيخ الجهل المقنع بقناع الدين الزائف ، وبوابة التخلف وممارسة الشعوذة و الخرافات والبدع والظلالة !
قال تعالى بمحكمة تنزيله:
(ثم قست قلوبكم من بعد ذلك، فهي كالحجارة أو أشد قسوة)، البقرة الآية 74.

كاتب وروائي سعودي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى