إيران من امبرطورية عظيمة إلى دولة مذهبية
إيران من امبرطورية عظيمة إلى دولة مذهبية
د. محمد بن أحمد المرواني
إيران تاريخيا كانت امبرطورية عظيمة ثم جاء الإسلام فاسقط هذه الإمبراطورية التي استمرت لالاف السنين و ضمها كاقليم من أقاليم الإمبراطورية الإسلامية العربية ، ثم بعد ذلك تحولت إيران إلى الحركة الصفوية و باتت تحلم بإعادة الإمبراطورية الساسانية و اخذ الشاه السابق يحاول اعادة بناء مجدها ثم أتت الثورة الإيرانية الشيعية و استلمت قيادة الدفة في إيران
تحديات إيران و العقوبات الدولية
واجهت ايران عدة تعقيدات و عقوبات نتج عنها توجهها إلى الاعتماد على قدراتها الذاتية و بناء قوتها العسكرية اعتمادا على دعم بعض الأصدقاء الكبار من خلال تقاطع المصالح و دعما من هذه القوى العظمى العالمية لإيران على أنها قوة تصادم مع الولايات المتحدة الأمريكية ضمن سياسات عدو عدوي صديقي ،
أصبحت إيران تكبر عسكريا من خلال تطوير برنامجها العسكري حيث تطور هذا البرنامج ليشكل تهديدا لكثير من القوى العظمى الغربية و بعض القوى الاقليمية و خاصة في المجال الصواريخ البالستية .
ايران و سباق الزمن مع القدرة النووية
اخذت إيران جاهدة في بناء مفاعلاتها النووية و السير على خطى حثيثة لبناء قدراتها النووية الذاتية معتمدة على الخصومات الكبيرة و تضارب المصالح بين الولايات المتحدة من جهه و كل من روسيا الاتحادية و جمهورية الصين الشعبية من جهه اخرى ، فأصبحت إيران رقما صعبا و ازداد عديد قواتها و تنوعت تشكيلاتها العسكرية بين جيش و حرس ثوري و غيرهما .
إيران و تغير الوضع الإقليمي
بسبب التغيرات السياسية العاصفة التي كانت الولايات المتحدة طرفا رئيسا فيها من خلال زعزعة الأنظمة السياسية في منطقة الشرق الأوسط استطاعت إيران السيطرة على العديد من العواصم العربية في المنطقة من خلال ولاءات عقائدية و من خلال التمويل و الدعم التقني و المداد بالعتاد العسكري ، أصبحت إيران عملاقا ضخما أو ماردا يشكل حالة يحسب لها حساب في الاوساط الدولية .
النفوذ الدولي بوسائل غير عسكرية
زادت إيران من خلال نفوذها المالي و السياسي من خلال اذرعها السياسية الناعمة و امتدت على الكثير من البقع في العالم عبر مراكز التشيع الممتدة في جميع دول العالم من أقصى الشرق الاسيوي مرورا بالعديد من الدول العربية السنية و استمرارا حتى أفريقيا السوداء و عبورا بأوروبا العجوز و انتهاء بالقارة الأمريكية نفسها في شمالها و دول جنوبها ، حيث استخدمت إيران الدعم المادي و العقائدي لمد نفوذها السياسي في كل مكان.
إيران و شبكتها المالية العالمية
استطاعت ايران أنشأء شبكة من الشركات في غالبية دول العالم من خلال مواطنيها أو موالين لها لتسهيل عمليات التجارة و التهرب من برامج العقوبات الدولية عليها بغض النظر عن مدىصحة هذه العقوبات الدولية و اسبابها.
ازدادت قوة إيران و أصبحت رقما صعبا في السياسة العالمية و أصبحت تؤرق قوتها و نفوذها المتزايدين العديد من دول العالم ابتداءا بجيرانها و انتهاء بالولايات المتحدة الأمريكية، و نظرا لهذا الوضع الجديد و القوة العالمية المباشرة و الغير مباشرة لإيران أصبحت القوى الابرز في مناكفة الولايات المتحدة عالميا و أصبحت تهدد و تحذر كل من يتحداها ، نعم أصبحت إيران عملاقا على المقياس العالمي و يحسب هذا لواضعي و منفذي السياسة الإيرانية لنجاحهم في بلوغ هذه المكانة الكبيرة سواءا اختلفنا أو اتفقنا معهم .
التحديات الداخلية: هشاشة الأمن والاستقرار
ورغم القوة الظاهرية التي بنتها إيران، إلا أن هذا “العملاق” لم يستطع حماية “أهل بيته”. هذا التجسيد جاء بعد فشل النظام الإيراني في تأمين الحماية لشخصيات محلية هامة تمت تصفيتها على الأرضي الإيرانية أو في مناطق إقليمة تخضع لسيادة طهران و ختمت بتصفية و اغتيال لشخصية إسلامية مهمة كإسماعيل هنية، الذي تعرض لهجوم أثناء زيارته للعاصمة الإيرانية و تحت حراسة الحرس الثوري و في احد المراكز المخصصة لقدامى محاربيه .
هذا الفشل يعكس هشاشة الأمن الداخلي الإيراني و مما قد يثير تساؤلات حول تماسك الجبهة الداخلية و احتمالات وجود خيانات و اختراقات استخباراتية اجنبية في منظومة الامن الداخلي في ايران، على الرغم من الضجة العلنية و استعراض القوى والتهديدات المتكررة.
المقارنة مع الدول الأخرى: الاستقرار مقابل الفوضى
يمكن مقارنة هذا الوضع بدول اخرى نجحت في الحفاظ على أمن وسلامة ضيوفها، رغم التحديات الدولية. هذا يعكس الفرق بين النظام الذي يعتمد على القوة الصاخبة وبين النظام الذي يثق في قدراته ويعمل بجدية للحفاظ على استقراره.
الخاتمة
إيران، رغم توسع نفوذها الإقليمي، أثبتت أنها ما زالت تواجه تحديات كبيرة على الصعيد الداخلي.
القوة لا تُقاس بحجم الصراخ أو التهديدات، بل بالثبات والقدرة على مواجهة التحديات الداخلية والخارجية.
الأساس في القوة ليس في الحجم أو التهديدات، بل في القدرة على تحقيق الأمان والاستقرار.
و اخيرا
رحم الله شهداء الأمة من كل الاطياف و حفظ الله شعب فلسطين و ايده بنصرة و وفقه على إتمام مسيرة نظاله وصولا لتحرير أرضه.