مقالات كل العرب

معركة ذو(البياجر)!!

شارك

معركة ذو (البياجر)!!

 


د. علي القحيص

 

لسنا من الشامتين أو من الذين يتمنون الحروب أو القتل والموت والدمار في اي بلد ولاي مجتمع، لأننا في النهاية بشر ، ونتشارك مع أي شعب مهما كان دينه وجنسة ولونه بالإنسانية .
ماحصل في لبنان مثير للقلق والإستغراب والريبة، والصدام مابين إسرائيل وحزب الله اللبناني ، الذي يدعى بأنه حزب لبناني ، يدافع عن لبنان وارضه وشعبه وممتلكاته ، ولكنه اختطف الدولة وشعبها وارضها وسيادتها ، بقوة السلاح والدعم الإقليمي المعروف لتمرير اجندات وأهداف وسرديات طائفية ومشاريع خبيثة تتربص بالمنطقة، مما جعل لبنان يصل الى حد أن إسرائيل تقصف وتفجر وتقتل وتصول وتجول، والحكومة اللبنانية صامتة عاجزة عن الفعل ، وكذلك الشعب اللبناني الذي يريد الخلاص ، من هذا المرض ( الخبيث)الذي انتشر داخل جسمه ، وبدأ يأكلة من الداخل ببطىء ، حتى وصل إلى جميع أنحاء جسمه، وبدأ ينخر في عموده الفقري ، مما جعل كل الأطباء اللبنانيين والخليجيين والعرب وحتى بعض الجانب عاجزين أن يستأصلوا حتى الورم الخبيث الذي استشرى في كل اعضاء الجسد اللبناني، مما أدى بأوراق شجرة الأرز تتساقط في فصل الخريف!
وكذلك بدأ بريق لبنان يذبل وصوت فيروز يختفى في صباحات العشق والجمال، وشارع الحمراء أصبح خاليا من باعة الورود التي ينتظرها عشاق الحياة والأمل..!
شوارع بيروت التي أخذت تخلو من الشباب الذين يرتدون القمصان البيضاء ، مكتوب عليها من الامام بحبك يابلدي ، وعلى الخلف صورة شجرة الأرز وطير الوروار، من تغنوا بفيروز ووديع الصافي، اختفى هؤلاء وهاجروا من كثرة الحروب الأهلية والطائفية والمذهبية والاثنية، التي ابتلى فيها هذا البلد العربي الصغيرالجميل، الذي كان مأمن وملجأ واستراحة للخليجيين والعرب في فصل الصيف لهدوئة وعذوبة مائة واكله واستقبال اهله الطيبين للسياح والزوار ، بل كان مصحة نفسية ، لكل من يعاني من الأمراض النفسية والتوتر والقلق والضيق ، يذهب إلى بيروت ليشعر بالراحة والاطمئنان والجو الرومانسي اللطيف المريح ، والزائر يسير في شوارعه النظيفة تهب عليه روائح العطور الباريسية ، وروائح ورود الياسمين الزكية التي يكثر اللبنانيون من زراعتها في الشوارع والمحلات وبلكونات شرفات منازلهم النظيفة الرائعة قبل أن تتلوث برماد ورائحة الحروب وأزيز الرصاص ، وروائح البساطير العسكرية التي يرتدونها رجال (دفشين) أجسامهم كبيرة ومخيفة اذرعتهم مرقطة بالوشم الأزرق يكتب عليها عبارات( طائفية) ليس لها علاقة بلبنان، وقلوبهم غليضة ليس لها طباع اللبنانيين الرقيقة ، يدوسون ازهار واوراق الورود بعنف باحذيتهم الكبيرة المتسخة من الغبار ، ويقطفون ويقصون ورود الجوري بسبطانات أسلحتهم الرشاشة العابرة للحدود !
مرهبين الناس بانهم السلطة العليا وأنهم أهل البلد وحماة الحمى، وجوههم مكفهرة لا تشابه اي احد في وجوه بيروت المبتسمة، حولوا المدن الجميلة إلى بئر مريضة وأزقة موحشة مظلمة ترتفع فيها رايات سوداء ، وصور مخيفة مرعبة تنم عن الخوف والقتل والإرهاب والدموية !
ولذلك حين وقعت حادثة التفجيرات وأصابت ما أصابت من أصحاب حملة ( البياجر)المفخخة وتقصف الطائرات مساكن بعض أعضاء الحزب المتسلط على رقاب اللبنانين بالقوة ، لم نسمع من الحكومة اللبنانية أو الشعب أو أي دولة عربية او إسلامية أو شقيقة أو صديقة ، اي إدانه أو استنكار ، وهذا يعني أن الشعب اللبناني ومعه العربي، ينتظر من هذا الصراخ والألم والدماء والتفجيرات ، إنها عملية جراحية (خارجية) تدخلت في جسم لبنان المريض ، لاستئصال وإزالة هذا الورم الخبيث المؤذي ، الذي عجز عن علاجه كل الأطباء من داخل وخارج لبنان ، وينتظرون أن يخلصهم من هذا الوباء اي تدخل خارجي حتى لوكان خصماً ، وذلك من شدة الألم الداخلي الفضيع المستشري بالجسم ، الذي أصبح يتغلغل في احشاء بيروت التي فقدت السيطرة على سيادتها، ولسان حالها يقول ( علي وعلى أعدائي)!!

كاتب سعودي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى