شكرا سيدي الرئيس، لا كلمة تعلو على “لن نرحل”
شكراً سيدي الرئيس، لا كلمة تعلو على “لن نرحل”
د. رمزي عودة
بهذا العبارة “لن نرحل”، استهل الرئيس محمود عباس كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الدورة 79 وسط تصفيق الدول المشاركة. وبدا أن الرئيس مصمم بقوة على تكرار هذه العبارة في أكثر من موقع من خطابه، وكأنما هو في تصميمه على عدم الرحيل، يشير الى حقيقة وخطورة المشروع الصهيوني الامبريالي في ظل الحكومة الفاشية الحالية، والذي يهدف الى تهجير الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع.
بالتأكيد لم تكن هذه العبارة عبثية، بل إنها انطوت على إرادة حقيقية في نيل الحرية والاستقلال. ولهذا دعا الرئيس الى الاعتراف بدولة فلسطين وتطبيق قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة حول الدعوة الى انسحاب إسرائيل من أرض دولة فلسطين المحتلة خلال عام من تاريخ صدور القرار. واستند الرئيس في دعواه هذه الى الفتوى القانونية لمحكمة العدل الدولية المفضية الى اعتبار إسرائيل دولة إحتلال وأبرتهايد مع وجوب مساءلتها قانونياً على جرائمها ضد الشعب الفلسطيني بما فيها جريمة الابادة الجماعية. ليس هذا فقط، وإما هدد الرئيس بالطلب الى المنظمة الدولية تجميد عضوية إسرائيل في هذه المنظمة التي دعا ممثل اسرائيل فيها الى ضرورة هدمها باعتبارها بيئة معادية للسامية!. هذه القوة في خطاب الرئيس ليست وليدة الصدفة، بل إن اللقاءات المكوكية داخل أروقة الجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي جمعت بينه وبين عشرات القادة من مختلف دول العالم، أفرزت نفساً قوياً في خطاب الرئيس، وهو الذي تم ترجمته بشكل واضح في إعلان المملكة العربية السعودية من داخل قبة الأمم المتحدة، إنشاء تحالف دولي لإقامة الدولة الفلسطينية رغماً عن إرادة اسرائيل التي تعطل المفاوضات وتعلن علانية رفضها إقامة الدولة الفلسطينية.
للأسف، فإن الشارع الفلسطيني كله يغلي وهو يراقب تغول الاحتلال في الضفة الغربية وإنشاء المستوطنات وقطع الطرق والاعتداء على المدنيين، كما يراقب أيضاً أثار الإبادة الجماعية المستمرة الى الأن ضد شعبنا العظيم في القطاع. ولم تكتف اسرائيل بجرائمها هذه، وإنما إنتقلت الى مرحلة العدوان على لبنان والتهديد باجتياحه. وفي النتيجة، لا أحد يردع إسرائيل، بل إن الولايات المتحدة تدعم هذه الدولة المارقة عسكرياً ومادياً وسياسياً. وفي اطار هذا التغول الصهيوني، انتشرت حالة من الإحباط الكبير في الشارع الفلسطيني، الاحباط من وجود الأمل بتحقيق العدالة وإزالة الظلم والاحتلال. وجاءت كلمة الرئيس قائد الشعب الفلسطيني ورئيس دولته التي تسعى للانعتاق من الاحتلال لترفع من معنويات الشعب الفلسطيني وتدفعه باتجاه مزيد من الصمود والمقاومة حتى نيل الحرية. لقد استشعرنا جميعاً الأمل والإرادة والقوة في خطاب الرئيس. انه القائد الذي يقود الشعب الفلسطيني نحو الحرية، ويمده بالأمل والصمود والعزيمة على تحقيق النصر.
في الواقع، كلنا يا أبو مازن مصصمون مثلك على عدم الرحيل، مصصمون على البقاء والصمود ومقاومة المشروع الصهيوني، مصممون على نيل الحرية والاستقلال، إاستقلال دولة فلسطين وعاصمتها القدس. لم ولن نتخلى عن هذه الاردة الوطنية. انها الارادة التي تجمعنا جميعاً تحت اطار منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.