وزير التعليم العالي و التصريح (الواطي)!!

وزير التعليم العالي والتصريح ( الواطي)!!

د. علي القحيص

قال الامام الشافعي :(جزاء الله الشدائد كل خير.. وأن كانت تتغصصني بريقي .. وماشكري لها حمدا.. ولكن عرفت بها عدوي من صديقي )!!
في أيام الحرب والازمات والشدائد والمحن ، تظهر معادن الرجال على حقيقتها ومواقفهم وتصرفاتهم وردود افعالهم بكل وضوحها، التي تعكس معدنهم واصولهم وثقافتهم وسلوك البيئة التي ينتمون لها .
في خضم الأحداث الساخنة والحروب الطاحنه بالعالم والمنطقة، والحرب في غزة و لبنان التي دفع ضريبتها المجتمعات العربية كلها ، بسبب السياسات العمياء والرعناء والتخبط من كل الأطراف المتحاربة والمتناحرة والتدخلات الخاجية والإقليمية ، التي تسببت في هدر دماء زكية وارواح طاهرة، وتهجير وتشريد ولجوء ملايين البشر من اوطانهم وديارهم التي كانت آمنه ومستقره.
وخلال هذا الظرف الصعب والقلق والتوتر والتوجس والإحباط ، الذي أصاب الشعوب العربية جراء هذة الأزمات المتكررة ، يظهر لنا وزير التعليم العالي العراقي ، بتصريح مقتضب غريب ، واول ما انتقد هذا التصريح هم العراقيين العقلاء الغير (طائفيين)!
حيث غرد وزيرهم بقوله أن الحرب في غزة ولبنان هي بمثابة فحص( DNA )، فحص الحمض النووي للجينات البشرية للأبناء والنسب ، ويؤكد بقوله أن هذه الحرب كشفت لنا اولاد (الحلال من الحرام )، موضحا انه من لم يقف ويقاتل في حرب غزة ولبنان ، عليه أن يفحص نفسه واولاده ، ويتأكد من صحه نسبه!
مما اثار حفيظة المغردين ضده ، واتهموه بأنه يشكك بابناء الأمة العربية والإسلامية ، وهذا ما اراد أن يقوله ويوصله !
وزير التعليم العالي ، الذي يفترض انه يكون اعقل واهدأ وانبل الوزراء وأكثرهم ثقافة ، بل يفترض أن يكون اكثرهم تهذبا وخلقا على اعتبارانه وزير تعليم عالي في دولة عربية مهمة ذات تاريخ عريق .
ولكن فات على الوزير المحترم انه برى المجرم (نتنياهو) من هذة التهمة ، لأنه قاتل في غزة ولبنان !
وايضا نسى الوزير المحترم أنه في بلد لا زال محتلا من دولة اجنبية تتحكم في بلاده ، وقد غزت الولايات المتحدة الأمريكية وطنه واسقطت حكومته الوطنية وجيشه ووزاراته وقتلت وشردت وهجرت شعبه .
ولم يفيدنا السيد الوزير عن تحليل الحمض النووي لجينات من أيد ووقف وجاء على ظهور الدبابات الأمريكية وقوات الاحتلال الأجنبي والغزو لتحتل بلاد الرافدين والرشيد وبغداد العروبة !
ماهي أصولهم وجيناتهم وصفاتهم!
و يبدو أن معالي الوزير لم يكتشف تحليل جينات سلالة النسل الشرعي ، لكي يفرز لنا ما بين ( الحلال والحرام )! حسب رأيه و قناعته وعلمه ومعرفته، أم ان صحوة ضميرة أتت متاخرة، والدبابات الأجنبية التي احتلت عاصمته ودمرت مستوى التعليم العالي والمرموق المشهود له بالعلم والمعرفة والوطنية والقومية، حيث ان وطنه كان قد قاتل ودافع وعطى شهداء دفاعاعن فلسطين ، حين كان العراق حرا وطنيا مستقلا قبل الإحتلال والطائفية والميليشيات !
والمواقف المشرفة الذي كان يتميز به بلده قبل مجئ المحتل وأذنابه، الذي يبدوا ان بوصلة الوزير و تقييمه وتحليله اتجهت إلى نحو آخر! ليس لها علاقة لا بتحليل “DNA” ولا بالدم العربي الاصيل ، الذي لا زال ينزف ويذهب سدى بسبب هذة الأفكار الملوثة السامة، والإعتقادات المشعوذة والبدع الضالة ، التي لم تستفيد أو تتعض من كل العبر والدروس والازمات والحروب والكوارث والرياح الصفراء والرايات السوداء ، التي اتتنا منذعام 1979 ، وعلى معالي وزير التعليم العالي ، أن يكلف نفسه ويفحص تلك (الجينات) التي “جنت “علينا المصائب و المأسي بالمنطقة العربية كلها، لكي نفقد الهوية الوطنية والقومية ونرفع رايات الإستسلام والرايات السوداء معا!!

كاتب سعودي