من مذكرات مغتربة: التفرقة العمرية
من مذكرات مغتربة: التفرقة العمرية
د. آمال صالح
في هذا المقال سأتطرق لموضوع طالما شغلني فكريا وانسانيا في المجتمع الفرنسي…
وهو لا يرتكز على تعداد أو أرقام أو دراسات علمية… هذا المقال هو ثمرة تجربة إنسانية وتعمق في تحليل بعض الظواهر الاجتماعية التي اعترضتني.
أولا كنت ألاحظ أن المجتمع في الميدان المهني بالأساس… قد خلق تفرقة في الأعمار، بمعنى آخر من العشرين إلى الثلاثين/ الأربعين يكون لك حظوظ وافرة في فرص العمل وفي إيجاد دورات مهنية مختصة…
بعد سن الأربعين لا بد أن تستقر في مكان ما… وهو شيء صعب في الحقيقة لأن المجال المهني هنا في فرنسا متقلب جدا.
بعد الخمسين… تتقلص الفرص وتصغر الآفاق… ولن تكون مرغوبا فيه.
من الناحية الإجتماعية… الحوارات بين الأجيال تنقص… تشجع الحكومة الفرنسية على خلق جسور بين الأجيال وهي تريد خلق الانسجام بين أفراد المجتمع.
الشراكات مثلا بين المدارس وديار كبار السن… تنظم المدارس مع ديار كبار السن زيارات أسبوعية أو شهرية حسب الأنشطة التي يودون القيام بها.
نأتي الآن لديار كبار السن… للأسف الشديد نظرة المجتمع غير قائمة على الموضوعية… بل على الأحكام المسبقة… والخوف المتعدد الأسباب.
وهل لديار كبار السن التمويل الذي يليق بخدمتهم بكل كرامة ؟
وهل الرواتب المنخفضة تشجع على الاتجاه للعمل ذو الصبغة الاجتماعية والإنسانية؟
أم أن كبار السن انتهى دورهم الاجتماعي… فهل هذا يعني انتهاء دورهم في الحياة قبل الأوان؟
هل العزلة إجبارية… لأننا نتبنى كثيرا لغة انفتاح ديار كبار السن على المجتمع…؟
وماذا لو صححنا الأحكام المسبقة؟
وماذا لو وضعنا الذات الإنسانية فوق كل اعتبار ؟
الإنسان هو الأصل… وما العمر إلا ورقة عبور !!!