تدمير مستشفى كمال عدوان: جريمة حرب تضاف الى سجل الاحتلال الصهيوني الأسود
تدمير مستشفى كمال عدوان: جريمة حرب تضاف إلى سجل الاحتلال الصهيوني الأسود
أ. رجاء السنوسي
لا تتوقف جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين عند حدود القصف والحصاربل تتعداها لتصل إلى استهداف البنية التحتية الصحية ضاربةً بعرض الحائط كل المواثيق الدولية التي تكفل حماية المرافق الطبية في أوقات النزاع. وكان مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزه آخر ضحايا هذا العدوان حيث تعرض للإخلاء القسري ثم الحرق في جريمة ترقى إلى حرب إبادة وتستهدف حرمان الفلسطينيين من حقهم الأساسي في الرعاية الصحية.
تفاصيل الجريمة: تدمير آخر معاقل الشمال
أفاد المدير العام لوزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة الدكتور منير البرش، بأن قوات الاحتلال اقتحمت المستشفى وأجبرت 350 شخصاً من بينهم مرضى وطاقم طبي على المغادرة تحت تهديد السلاح وبعد ساعات من الإخلاء أضرمت النيران في المستشفى مما أدى إلى تدميره بالكامل وحرمان شمال غزة من آخر مركز طبي يقدم الخدمات الطبية والإنسانية في ظل حصار خانق وأوضاع مأساوية.
شهادات وتحذيرات
أكد الدكتور مصطفى البرغوثي، رئيس الإغاثة الطبية الفلسطينية أن استهداف مستشفى كمال عدوان يمثل جريمة حرب ويعكس تصعيداً لحرب الإبادة التي يشنها الاحتلال وأضاف أن تدمير المستشفى حرم آلاف المدنيين من الخدمات الصحية مشيراً إلى أن أكثر من 1100 طبيب وممرض ومسعف استشهدوا منذ السابع من أكتوبر، وأصيب أكثر من ثلاثة آلاف آخرين في ظل تدمير معظم المرافق الصحية.
ردود الفعل الدولية: إدانة دون تحرك فعلي
وصفت منظمة الصحة العالمية ما تتعرض له مستشفيات غزة بـ”المروع” مؤكدة أن استهداف المرافق الصحية يمثل عقاباً جماعياً للسكان الفلسطينيين وقالت المتحدثة باسم المنظمة مارغريت هاريس ان القانون الإنساني الدولي يحظر استهداف المرافق الطبية لكنها أشارت إلى أن المنظمة ليست جهة إنفاذ قانون ولا تستطيع سوى تقديم الدعم للمنظومة الصحية في غزة.
من جانبها نفت حركة حماس الادعاءات الإسرائيلية حول وجود مظاهر عسكرية في مستشفى كمال عدوان معتبرةً أن هذه الأكاذيب تهدف لتبرير الجريمة النكراء التي ارتكبها جيش الاحتلال وطالبت الحركة الأمم المتحدة بإدانة الجريمة وتشكيل لجنة تحقيق دولية لتوثيق الانتهاكات في شمال غزة
شهادات إضافية: انتهاكات موثقة
نشرت هيئة البث الإسرائيلية مقطع فيديو يظهر عملية إخلاء المستشفى حيث تم تجريد المرضى والعاملين من ملابسهم وسوقهم رافعين أيديهم تحت تهديد السلاح هذا المشهد يعكس حجم الانتهاكات التي يرتكبها الاحتلال وسط صمت دولي يعمق المعاناة الفلسطينية.
رسالة صمود وأمل
رغم الدمار يواصل الفلسطينيون صمودهم حاملين رسالتهم إلى العالم بأنهم شعب يستحق الحياة والحرية تدمير مستشفى كمال عدوان سيبقى شاهداً على جرائم الاحتلال ودافعاً لمواصلة النضال من أجل العدالة
مطالب عاجلة
لا يمكن أن يبقى المجتمع الدولي صامتاً أمام هذه الجرائم. يجب أن تُحاسب إسرائيل على استهدافها الممنهج للقطاع الصحي وأن تُشكل لجان تحقيق دولية توثق هذه الجرائم وتحاسب المسؤولين عنها
إن تدمير مستشفى كمال عدوان لا يُجسد فقط انهيار الضمير الإنساني بل يعكس تقاعساً دولياً عن حماية الحقوق الأساسية للفلسطينيين قي وقت يستمر فيه الاحتلال بممارساته العدوانية بلا رادع.
خذلان وصمت مخزٍ في وجه الإبادة
في ظل المجازر اليومية بحق الفلسطينيين يقف حكام العرب متفرجين صامتين كأنما لا تربطهم بهذه القضية أواصر الدين أو التاريخ أو الدم. خذلانهم لشعبٍ جبارٍ كالفلسطينيين، أحفاد الثوار وحماة الأرض يعكس انهياراً أخلاقياً وخيانةً للكرامة العربية.
ماذا نقول لك يا صلاح الدين وقد عاث الغزاة في أرضك فساداً بينما يكتفي البعض بالمشاهدة والصمت ماذا نقول وأحفادك يُتركون وحدهم في مواجهة الظلم والجوع والقهر؟ فلسطين اليوم تنزف، والمجتمع الدولي يظل في صمت مخزٍ، فتدمير مستشفى كمال عدوان ليس مجرد استهداف لمرفق صحي بل هو جريمة حرب تضاف إلى سلسلة من الانتهاكات التي لا تعد ولا تحصى لا يمكن أن يبقى هذا الصمت مستمرًا فالوقت قد حان لتحرك دولي فعلي يتجاوز الإدانة اللفظية ويحاسب الاحتلال على جرائمه المستمرة بحق الإنسانية.