مقالات كل العرب

غزة تدخل عاما آخرا

شارك

غزة تدخل عاما آخرا …

أ. حمزة ابو خالد

سوف يَعُم العالمَ الفرحُ لتلبس ارجاء المعمورة ثوباً قشيبا” استقبالا للعام الجديد عام 2025م…وغزة الجراح التاريخي العظيم، تدخل هذا العام و فيها تحترق القلوب إثر ابادة جماعية دموية وحشية مستمرة في وضح النهار، لم يستطع أن يصفها او يعبر عنها احد…
مآتم تفترش الأرض والخرائب وسط دمار اسطوري…تشقه انهار من دماء أبت ان تجف…وأمطارتنهمر عليها من دموع وسط طوفان من الآهات والاوجاع تملئ الأرض والسماء كالدخان الذي يرفض الاستكانة والهوان…
وهناك حيث يركن الشر، صخب وجنون يرتفع، صوت نيرون والضحاك على أفواه قتلة مجرمين سفاحي القرن من صهاينة وعنصريين بيض. هؤلاء الذين اجازوا لأنفسهم على ان يكونوا الجديرين بالبقاء على وجه الأرض لإستحواذهم على رأس المال المسروق من جهد وثروات البشرية.
أن الذي يزيدنا جرحاً والماً هو موقف البعض في الاصطفاف مع هؤلاء العنصريين وتقبل وتكرار الخطاب الصهيوني في اللوم على ابناء غزة تحت عنوان [ لماذا طوفان الاقصى وهذا الحجم من المقاومة المزعزعة لأركان الاحتلال ] ناسين بأن طوفان الأقصى هو نتيجة ردة فعل على ممارسات الاحتلال البشعة لعشرات العقود فأنها كغيرها عملية نوعية في إطار سلسلة عمليات عديدة في تاريخ النضال الفلسطيني لم تقل شأنا عن عملية طوفان الأقصى و يجيزها القانون الدولي كمقاومة ضد محتل عسكري مهما كانت أشكالها العسكرية وللمثال لا الحصر فقد قامت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وحدها بعمليات هزت العالم مثل عمليات اختطاف وزراء النفط المنعقدة جلستهم في فينا.. عملية اقتحام مطار في تل أبيب وقتل الكثير من الصهاينة.. عملية قتل الصهاينة القادمين كضيوف إلى لندن حين نزولهم من مركباتهم.. عملية تفجير انتحارية وسط سينما في تل أبيب وغيرها و هذه النماذج من منظمة فلسطينية واحدة ولم تتوقف العمليات النوعية الضخمة طولا” وعرضا” داخل الأراضي الفلسطينية ومن مختلف المنظمات الفلسطينية العديدة الأخرى ولازالت مثل هذه العمليات النوعية تدك أركان العدو الصهيوني في الداخل باستمرار مع اختلاف اشكالها المفروضة و لكل مرحلة مثلاً الدهس والطعن. في الآونة الاخيرة وهي ربما ترعب الكيان اكثر من طوفان الأقصى التي اقتصرت على الاختطاف كهدف اساسي بغرض مبادلة الاسرى.. وللذي يجهل او يتغافل
فأن أحد الاهداف الأخرى لعملية الأقصى كان بقصد كسر الجمود والصمت الذي احاط بتنفيذ مشروع صفقة القرن السيئة الصيت التي دنت ساعة تنفيذها عندما احضر الصهاينة عددا” من البقر الحُمر ايذاناً بذبحها في القدس و البدء بإخراج الفلسطينيين من الضفة الغربية وغزه بالتعاون مع الدول العربية المطبعة حسب الخطط المدروسة مقابل 500 ملیارد دولار تدفع للدول المنفذة المستقبلة للمبعدين او المهجرين من الفلسطينين.
لقد وقع هذا البعض في العمى السياسي ومنه في خانة لا احب ان اصفهم بها فهم خدعوا وتأثروا بوسائل اعلام عالمية واقليمية قوية وفي غاية الذكاء .
يقول الكاتب الصهيوني شاي گول برگ لاحظت أن نسبة العرب الموالين لإسرائيل تتضخم ،فأنا كيهودي عليَّ أن أوضح نقطة مهمة فمن غير المنطق عندما تكون انت كعربي أن تترك ابناء شعبك و تدافع بأرائك عن الصهيونية العنصرية، فنحن نحبك مباشرةً، نعم، كحبنا للكلاب ..
صحيح اننا نكره
العرب لكن الاعماق في داخلنا تحترم أولئك الذين تمسكوا بما لديهم من مبادئ ، أولئك الذين حافظوا على لغتهم وفكرهم ولهذا يمكنك أن تختار….اما كلب محبوب…. اومحترم مكروه … لاحظ حتى الأعداء لا يحترمون الخونة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى