شتان بين الشرع و المالكي
![](https://www.koul-alarab.com/wp-content/uploads/2025/02/Screenshot_٢٠٢٥٠٢٠٧_٠٩٠٦٥٩_Google-780x470.jpg)
شتان بين احمد الشرع والمالكي
أ. خليل إبراهيم الزبيدي
ابتداءا لابد من التأكيد على حقيقة مهمة جدا وهي شتان المقارنة بين أحمد الشرع: بطل مقاوم للاحتلال الأمريكي البريطاني في العراق والمالكي عميل وذليل الاحتلال
في تاريخ العراق الحديث، يتم تمييز بعض الشخصيات التي لعبت دورًا حيويًا في مقاومة الاحتلال الأجنبي، ومن بين هذه الشخصيات التي لا تزال تثير الجدل والتقدير هو أحمد الشرع. كان أحمد الشرع رجلًا من رجال المقاومة الذين تصدوا بكل شجاعة للاحتلال الأمريكي البريطاني للعراق في بداية الألفية الثالثة، واعتبرته العديد من فئات الشعب العراقي رمزًا للمقاومة والبطولة في وجه القوى الغازية. وعلى النقيض من ذلك، نجد شخصية طائفيةً فاسدة عميله مثل نوري المالكي، الذي كان له دور بارز في النظام الفاسد العميل الذي أسسه الاحتلال، واعتبره البعض بمثابة إمعة للغزو الأمريكي وأداة في خدمة مصالح الاحتلال.
أحمد الشرع: بطل المقاومة الصنديد
كان أحمد الشرع من الأوائل الذين وقفوا في وجه الاحتلال الأمريكي البريطاني بعد عام 2003، حيث قام بتنظيم فصائل مقاومة ضد القوات الأجنبية، وهو شخصية تجمع بين الوعي الوطني والإرادة القوية لتحقيق الاستقلال الوطني للعراق. ولقد حارب الاحتلال بأدواته الخاصة التي تمثل في تنظيم الجماهير وتفعيل المقاومة المسلحة بشكل فعال، لدرجة أنه أصبح رمزًا للشجاعة والتفاني في الدفاع عن الوطن.
أحمد الشرع لم يكن فقط قائدًا عسكريًا، بل كان له دور اجتماعي مهم في تحفيز الشعب العراقي على الوقوف ضد الاحتلال، حيث نظَّم تحركات شعبية ومدنية على مستوى واسع ضد القصف والتهديدات التي كانت تمثلها القوات الأمريكية والبريطانية. إن تصديه للاحتلال جعل منه رمزًا للثوار، حيث كانت له شعبية واسعة في أوساط المقاومة والشعب العراقي الذي كان يواجه تدميرًا هائلًا من جراء الغزو.
لقد عمل الشرع على بناء تحالفات مع مختلف الفصائل والقوى السياسية التي كانت ترفض الاحتلال، وكانت أولويته تحقيق استقلال العراق العربي المسلم وإعادة السيادة إلى شعبه. كان يقف جنبًا إلى جنب مع المجاهدين في جبهات القتال ضد القوات الغازية، ولم يتراجع أمام التهديدات أو الضغوط التي كانت تتعرض لها المقاومة ورغم أسره من قبل الاحتلال الامريكي إلا انه لم يغيير جلده وبعد إطلاق سراحه من الأسر ٢٠١١ التحق بالثورة السورية التي كان له إسهامات عظيمة في نجاحها مع بقية اخوانه المجاهدين الأبطال وتحرير سوريا من براثن الاسد وثلته الفاسدة
نوري المالكي:عميل وخادم الاحتلال
من ناحية أخرى، نجد أن شخصية نوري المالكي تتسم بتوجهات مغايرة تمامًا. فبعد احتلال العراق وانهاء النظام الوطني في نيسان عام 2003، دخل المالكي إلى الساحة السياسية كأحد الشخصيات التي تميزت بعمالتها وتطرفها الطائفي وانحيازها لملالي طهران في النظام التي أسسته الولايات المتحدة بعد الاحتلال. عمل المالكي تحت إشراف القوات الأمريكية والبريطانية وظهر في مواقف عديدة بوصفه حليفًا للوجود العسكري الأجنبي في العراق. ورغم ادعائه في بعض الأحيان الدفاع عن العراق، إلا أن مواقفه السياسية والميدانية في مواجهة المقاومة كانت تثير الكثير من التساؤلات وتؤكد انه عميل من الطراز الاول للاحتلال الأمريكية البريطاني
استلم المالكي الحكومة و كان يدير دفة العراق وفقًا لمصالح الاحتلال وخدمة ملالي طهران، وذلك عبر التعاون الأمني والاقتصادي مع القوات الأجنبية، مما جعله يظهر بقناعةً العراقيين كأداة في يد الاحتلال، بدلاً من أن يكون صوتًا للمقاومة أو الدفاع عن سيادة العراق. ولذلك، تم تصنيف المالكي من قبل كثيرين على أنه “ذيل الاحتلال” و**“خادم له”**.
لقد سمحت حكومته للولايات المتحدة بتوجيه العمليات العسكرية والاحتلال الأمني في العراق تحت ذرائع متعددة، سواء كان ذلك عبر الاحتلال المستمر أو من خلال تبني سياسات تهدف إلى إضعاف أي حراك مقاوم. وبذلك، أصبح المالكي محورًا لمعارضة غالبية الشعب العراقي التي كانت ترى فيه حليفًا للقوى الأجنبية التي جلبت الويلات للعراق.
الفروق الجوهرية بين أحمد الشرع ونوري المالكي
1. الولاء الوطني:
• أحمد الشرع وقف ضد الاحتلال الأمريكي البريطاني بكل شجاعة، وأثبت ولاءه لشعب العراق وترابه.
• نوري المالكي، من ناحية أخرى، دعم الاحتلال الأمريكي واستمر في التعاون معه لتحقيق مصالحه الشخصية والحزبية.
2. التوجه السياسي:
• كان الشرع مدافعًا عن فكرة العراق المستقل والسيادة الوطنية، وهو جزء من الامن العربية والاسلاميةً بينما كان المالكي جزءًا من النظام الذي سمح للوجود الأجنبي بالاستمرار تحت إشرافه.
3. الشعبية:
• أحمد الشرع كانت له شعبية كبيرة في أوساط المقاومة الشعبية التي ترفض الاحتلال وقاومته بشجاعة وضراوة
• المالكي، على الرغم من بقائه في السلطة لفترة طويلة، إلا أنه فاقد الشعبيه ومنبوذ بسبب مواقفه الموالية للاحتلالً ولانه جسد الطائفية واكد انه لايحب العرب ولا الاسلام .
بينما كان أحمد الشرع بطلًا شجاعًا يمثل مقاومة الاحتلال الأمريكي البريطاني، ويقاتل من أجل استعادة السيادة الوطنية، كان نوري المالكي على النقيض، يمثل شخصية سياسية ارتبطت ارتباطًا وثيقًا بالاحتلال ودعمت بقائه. كل منهما يعكس جزءًا من المأساة العراقية في تلك المرحلة؛ أحدهما يقاوم الاحتلال بكل وسيلة ممكنة، والآخر يعمل ضمن الإطار الذي وضعه الاحتلال وأصبح خادما ذليلا له.
يبقى أحمد الشرع، في ذاكرة الشعب العراقي، رمزًا للمقاومة الحقيقية في وجه الغزو الأجنبي، في حين أن المالكي سيظل يُذكر كأحد الأسماء التي ارتبطت بخدمة الاحتلال وتدمير العراق من الداخل.