مقالات كل العرب

حماس.. و (الحماس) عكس الإتجاه؟!!

شارك

حماس .. و (الحماس) عكس الإتجاه؟!!

د. علي القحيص

بالسياسة كل شيء جائز إلا المساس بالثوابت الوطنية ، ممكن يمارس الكذب والباطنية السياسية والمناورة البراغماتية لتصل إلى نجاح المهمة السياسية من اجل وطنك!
منذ أن تأسست منظمة التحرير الفلسطينية في 28 مايو 1964م،والعرب كانوا معها ومع حقوق الشعب الفلسطيني بالكامل، ومساندته وعوته الى ارضه كونه شعب مسلم وعربي وأرضه محتلة ومغتصبة.
ومنذ انشق الفلسطينيين على بعضهم عام 2006م، وبغض النظر عن الأخطاء التي اكترفها الطرفين لعدم إحتواء الأزمة وحلها وودء الفتنة في مهدها ، وقد بادرت المملكة العربية السعودية جاهدة ومخلصة لأحتولء الخلاف و لدعوتهم وإصلاحهم ودعمهم ، في وقتها قام الملك الراحل المغفور له عبدالله بن العزيز طيب الله ثراه، إلى السعودية وطلب ( المتخاصمين) أن يتعاهدان في بيت الله الحرام، ويوقعان اتفاقية التفاهم (وثيقة أتفاق مكة ) بتاريخ 8 فبراير 2007م ، ،ولكن حين عاد الطرفان إلى من الفريقين إلى مدينتة كل واحد منهما ، وطغت المصالح الشخصية التي تغلبت على مصلحة الشعب الفلسطيني المتضرر من هذا الخلاف والإنقسام، الذي لازال يعاني من هذا التمزق والإنشقاق الذي أضعف قضيتهم !
وبعد كل هذة التضحيات والقتل والاعتقالات والتهجير والكوارث والمآسي التي حلت بالشعب الفلسطيني الشقيق ، نجد ان حركة حماس تمارس ( البهلوة السياسية) و تذهب إلى طهران علنا وبدون خجل إلى مفتى إيران السيد ( خامنئي) يطلبون منه الود و العفو والرضى والولاء ويقدمون له السمع والطاعة في إيران !
في حين أن الدول العربية تصدر بيانات متتالية أولها المملكة العربية السعودية، إستنكارا وشجبا وإدانه ضد الرئيس الأمريكي ( ترامب) الذي يريد أن يهجر الفلسطينيين من ديارهم ، وكذلك ايضا ضد تصريح (نتنياهو) الذي قتل الفلسطينيين ودمر مدنهم واحتل أراضيهم بالقوة والبطش والتنكيل .
والآن المشاورات جارية لإنعقاد القمة العربية بالقاهرة من أجل قضية ومستقبل فلسطين و والتصدي للتهديد بتهجير أهل غزة من ديارهم !
ماهذا الجنون الجامح والتطرف المنحاز من جناح حماس التي جنحت ضد العرب وضد قضيتهم اصلا !
وكيف نفسر هذا الإنحراف والإنجراف باتجاه الخطأ بهذة الظروف الصعبة المعقدة الحساسة، التي تتطلب التضامن العربي و لملمة الموقف وتداوي الجراح وتجاوز الخلافات والصمود والوقوف امام تحالف قوي يضم (ترامب ونتنياهو)، بعد تصريحاتهما المستنكرة والمستهجنة من قبل العرب والمسلمين التي استفزتهم هذة التصريحات المدانة من الجميع، مما جعله الموقف العربي يتوحد امام هذا الهيجان الهمجي المنحاز الذي إدارنته ايضا الدول الصديقة ذات المصداقية والإعتدال .
بينما نرى أهل الشأن والقضية نفسها يهرولون عكس المسار وعكس الإتجاه ،تاركين الصلة بذوي القربى في وقت الشدة ويلتفون من خلف أبناء جلدتهم وقوميتهم وعرقهم وإنتمائهم ، ويرتمون باحضان الخصم الذي يضمر العداء والتآمر والحقد والكراهية لأهلهم واشقائهم !
ماهذا التصرف الغير سوي ولم نستطيع استيعابه أو إحتوائه وتقبله مهما عذرنا او صمتنا أو تجاهلنا هذا التصرف من أجل الصالح العام ،هذا السلوك ينم ويفسر انه تحدي و طعن بالظهر وخداع وتخلي عن العروبة ، والالتفاف لتمييع القضية وتصفيتها والتشويش عليها وتعقيدها أكثر تأزما، والتمرد على كل منظومة القيم العربية والوطنية والاعراف السائدة التي عرفناها وتعلمناها من تراثنا العربي من خلال المثل القائل 🙁 انا واخي على ابن عمي…وانا وابن عمي على الغريب)!
يبدو أن ضحالة العقل المضطرب ومرضه وضعف البصيرة وعماها ،وانكسار الأنفس تطغى على حساب ضياع الأوطان وبيع الأرض والمتاجرة بارواح الناس إلى هذا الحد . الذي يضعف النفوس و(يخربط )البوصلة ولايقدس حرمة الدم العربي الذي هدر وهو سيد المعرفة !

كاتب سعودي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى