مقالات كل العرب

ابداع المعلم في ذهنية مجلس النبلاء

شارك

ابداع المعلم في ذهنية مجلس النبلاء

أ. نسيم قبها

من المؤكد أنني وأنا أشاهد وأتابع اجتماع مركز ابداع المعلم الأخير ، لفت نظري مجلس نبلاء المركز الذين كانوا متفرقين بحنكة بين موظفي المركز الشباب واليافعين ، حيث كانوا يلمزون بعيونهم ( الماكرة) كنبلاء تقلّعت أضراسهم كل اجتراحات هذا الأفق من تدريبات ونتاجات لها بصمة الإبداع الأفقية في كل أمكنة فلسطين المأزومة والمرهفة إن وجدت.
قد يتطلب من النبيل الانطلاق من الدرجة صفر للخلق والفعل ، والمعبر عنها بتلك النظرة التي تحجب نصف عينه ليخدع طول النظر ، ويفتح كل ممرات الصنابير المؤدية لسمعه ، من أجل أن يعرف معنى أنه نبيل في المركز من خلال قدرته في الإمساك بكل ما من شأنه الاخلال بقدرة وسمعة المركز الذي يطير كليا نحو شمولية تربوية اجتماعية ثقافية غير مسبوقة في هذه الكميّة والنوعية من الفعالات والفاعليات .

لا توجد إشارة ما طرَقَت دائرة مركز إبداع المعلم بأنه خافت ، بأنه باهت ، بأنه وجودي ، بأنه إقصائي ، كل الإشارات تعلن أنه مبادىء ، وأنه عابر لخطوط الجغرافيا محليا وإقليميا من خلال شواهد المؤسسات التربوية العربية ، ومن خلال ابتسامات مجلس نبلائه الواثقة.
إن الحرية والفرار من البطش التي يمارسها المركز اجتماعيا من خلال ممارساته مع العوالم الحافة به وبنا ، يصوغها بعوالم موغلة في الاستكشافات والتحديات التي أعلن عنها مسبقا أنها منتصرة ، خاصة حينما يكون ممسوسا بحالة شفيفة من النوستالجيا لإعادة دور الفلسطيني وطنيا تعلميا ، وما بعد ذلك من أثرات لا تتوقف.
وفي تصوري وأنا أرقب اجتماع المركز من الخلف ، أن تَمَكُّنَ هذه الحالة من العضوية الممزوجة ما بين الخبرة والدهاء ، وبين الحيوية والمعلومة ، سيتولّد حتما مخلوقا ثريا بالإمكانات والإمكانيات ، وهو المركز كشخصية اعتبارية وازنة ، في أزمنة أكثر اشتباكا معرفيا وسياسيا ، ليبقى حاضرا مهما شطَّت به المزارات.
يبدو أن مركز إبداع المعلم يمتلك ذاكرته التي يحتفظ فيها بخطواته الأولى من أجل عبور هذا المحيط من التحديات ، حيث يظل متفاعلا بين ماضيه وحاضره قائما على ذاته ، ضمن الشروط السيكولوجية والسِّيرِيَّةِ التي تبقيه نبيلا في صمته الفاعل ، وفي فعله الصامت ، ما يمزج بين الرهافة الواعية والشدة الممكّنة ليكون حتما في الإطار الذي تتموضع فيه تجربة المركز ليبقى هنا وهناك ، مضيئا أفق الاستعادة التنويرية بكل هِباته التشكيلية المنتظرة منه ، مُحفَّزا فينا فعل كل لحظة زمنية معينة في موضعها ، و ضمن منطق المسافة الفاصلة بين لحظة الاستعادة في التفكير الذي يجلب طقس الإنجازات الممسكة بتلابيب الذات ، ليبقى المركز ، ومن خلال نبلائه عنوانا للهوية….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى