مسرحية العهد الأبدي وواقع المرأة المرير
مسرحية العهد الأبدي وواقع المرأة المرير
أ. زهور عزيز
شاهدت يوم الجمعة الماضي عرضا مسرحيا في منتدي مهدية الثقافي قي مدينة كوت عبد الله للكاتب سالم الباوي و اخراج السيد كاظم القريشي و تمثيل فناني فرقة اشراق للمسرح.
أغلبنا يعلم أن غاية المسرح ترك بصمة وتوصيل فكرة مطروحة من شخص إلى آخر، أي من الكاتب إلى المتلقي، حيث يجب أن تكون الفكرة ذو فاعلية على إحياء أو إشعال محرك بداخلنا نحو الوعي، فيعمل كمنبه أو إنذار لإدراك القضايا من حولنا التي تحتاج إلى تركيز وانتباه أكثر. على الكاتب أن يسلك طريق يستطيع من خلاله توصيل ما يدور في مخيلته بطريقة أكثر وضوحاً.
قد نرى الرمزية توجد في كثير من الأعمال الفنية ولا سيما المسرح. لا تخلو مسرحيات الكاتب من الرمزيات التي أحيانا تكون غير مفهومة لشريحة من الجمهور. فكل لوحة أو مشهد أو حوار أو حتی لون معین و..، يدل على نقطة معينه. (المقبرة على سبيل المثال قد تعني العدمية، الخلاص، الفقدان، نهاية الطريق، الحزن والظلام وعدم وجود الأمل، فالموت)
شخصيا لما شاهدت المشاهد الأولى من العرض، ولاحظت كيف كانت تلك المشاهد تتكرر بمكان واحد مع نفس العبارات، لحظتها تذكرت مسرحية في انتظار جودو.
لقد كان المكان ذات المكان والزمان ذات الزمان والحوارات تتكرر مع الشخصيات ذاتها في ذات المشهد كأنما حلقة مدورة تدور وتدور، فبدايتها تشبه النهاية، ونهايتها تشبه البداية.
الكوميديا والواقعية كانت تصطحب الرمزية أيضا فكانت هناك مشاهد لقضية امرأة، فبرأيي كانت هذه أهم رسالة قدّمها العرض بأكمله. المرأة التي بمجتمعنا يرتبط بها مفهوم الشرف والسمعة. فتقول المرأة بإحدى حوارات المسرحية: “الخاطر سمعتكم؛ هلكتوني، سودنتوني، حبستوني.”، أي بمعنى أنها حملت ذلك الهم حتى أنهوا حياتها. (فقد تعاني النساء في الواقع من حمل ذلك الهم منذ صغرهن إلى نهاية حياتهن.) ذكرت نجوى بطلة المسرحية خداع ولد خالتها لها وعدم وفاءه بوعده إليها بطريقة سريعة مما أعطت للمشاهد، رأس الخيط الذي جعل الموت من نصيبها هي رغم خداعه هو.
أما الأخ فكانت العادات تحكمه ومكبل بها هو الآخر ومن خلال حواراته ذكر (الناموس) أي الشرف وسمعته أمام الآخرين ومدى تفضيل الناس على أخته.
فإحدى دوافع قتل النساء بداعي الشرف هي العادات والعادات الموروثة.
فمصير من تموت بهذه الطريقة ليس فقط الموت بل محو أي أثر لها وذلك بدفنها بليلة سوداء وعدم بناء مرقد لها.
وكما كان يبدو أن الأخ أخذ جزاءه وتعاقب جراء ظلمه لأخته، لأنه ظل يعاني من مرض إبنه وفقدانه له ولأحبابه الآخرين، وظل حبيس لتلك المعاناة، فقد اتضحت تلك النقطة بكلمة “العدالة” من البطلة نجوى!
أما باقي المشاهد، فلم تكن فيها ما يكفي من الرسائل الذي يتعطش إليها الجمهور ويريد المزيد منها. فيما أرى أن الشعب يحتاج إلى مشاهد واقعية ومباشرة أكثر من غير المباشرة خاصة في التراجيديا منها. وذلك حسب نظرتي بتأثر الجمهور، فقد كنت ألاحظ وأراقب ذلك الجزء من المسرح أيضا، فكلما كان التفاعل والتأثر موجودًا، إن هذا يدل على مدى تأثير القصة على الحضور ولا شك أيضا للممثل دور محسوب.
فالممثل الصغير الذي كان لديه دورًا كوميديًا، ترك تأثير أكبر والتفاعل معه كان بارزًا أكثر، لقد أتقن دوره جيدًا وأحسن أداءه.
ولا نغفل في هذه النقطة، حاجة الجمهور إلى الكوميديا وحبهم لها أيضا.
لكن ألا يجب أن تكون للكوميديا رسائل ذات أهمية أيضا أم تكتفي فقط في ترك البسمة..!؟
صحفية من الأهواز
