اتفاقية (صنع في الصين) !!!
اتفاقية (صنع في الصين)!!
د.علي القحيص
فيما مضى من الوقت في القرن الماضي ، كان هناك ماركات عالمية معروفة ، وخاصة الآليات والسيارات الثمينة الأصلية ، مثل الألماني والأمريكي والياباني، واذا لاحضنا ماركة غير ذلك نقول عنها تجميع ( صيني)، قبل أن تتطور الصناعة الصينية وتغزو العالم !
شاهدنا صورة تجمع قادة الفصائل الفلسطينية مع وزير الخارجية الصيني “وانج يي” في بكين. 23 يوليو 2024 – نقلا عن شبكة التلفزيون الصيني العالمية CGTN.
وقد أعلنت وسائل إعلام صينية رسمية، أن حركتي “فتح” و”حماس” الفلسطينيتين، وقعتا “إعلان بكين” للمصالحة وإنهاء الانقسام وتعزيز الوحدة الفلسطينية التي كان يطالب بها الشعب الفلسطيني منذ بدء الخلافات الفلسطينية .
وأوضحت المصادر الصينية أن قادة الحركتين سيلتقون مع ممثلي وسائل الإعلام في بكين، بحضور وزير الخارجية الصيني.
وأجرت الفصائل الفلسطينية في العاصمة الصينية بكين، في هذة الفترة من يوليو الجاري حوار المصالحة وإنهاء الانقسام المستمر منذ عام 2007.
ويعتبر هذا الاجتماع هو الثاني في العاصمة الصينية لمسؤولين فلسطينيين من “حماس” و”فتح”، بعد أن تركزت المحادثات التي عقدت في أبريل الماضي، على المصالحة السياسية، واليوم التالي لانتهاء الحرب الإسرائيلية على غزة، وفقاً لمصادر صينية.
والشهر الماضي، أعلن مسؤولون في “فتح” و”حماس” في تصريحات صحفية تأجيل لقاء الفصائل الفلسطينية الذي كان مقرراً في العاصمة الصينية بكين في 24 يونيو الماضي، موضحين، آنذاك أن الخلافات الجوهرية بين الحركتين تتعلق بالشراكة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية، وتشكيل حكومة وفاق وطني تدير الضفة الغربية وقطاع غزة.
ويطالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، حركة “حماس”، الاعتراف ببرنامج منظمة التحرير وقرارات الأمم المتحدة الخاصة بفلسطين قبل الدخول إلى المنظمة.
وقال مسؤولون في “فتح”، حينها إن الرئيس الفلسطيني يخشى من تعرض منظمة التحرير الفلسطينية لحملة مقاطعة دولية في حال دخول حركة “حماس” إليها دون الاعتراف بالقرارات الدولية.
أما حركة “حماس” فترى أن الاعتراف بهذه القرارات، ينطوي على اعتراف بدولة( إسرائيل)، وهو ما ترفضه الحركة قبل اعتراف الأخيرة بدولة فلسطينية على كامل أراضي الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967م وغزة والقدس والاعتراف بحقوق اللاجئين في العودة إلى بيوتهم وممتلكاتهم.
وتطالب “حماس” بتشكيل حكومة وفاق وطني ذات مرجعية فصائلية فلسطينية تحمل السلاح ، وهو ما ترفضه “فتح” التي تقول إن منظمة التحرير هي المرجعية الوحيدة للحكومات الفلسطينية كلها على الارض.
وتعارض أمريكا والدول الغربية ، اللذان يصنفان “حماس” منذ وقت طويل “منظمة إرهابية”، أي دور للحركة في إدارة قطاع غزة في أعقاب الحرب الإسرائيلية على القطاع، والتي أودت بحياة حوالي 40 ألف فلسطيني، حتى الآن ماعدا الجرحى والمفقودين تحت الأنقاض.
وتؤيد الدول الغربية فكرة إدارة السلطة الفلسطينية قطاع غزة عقب الحرب بعد إعادة تشكيلها، وهي الإدارة التي يقودها الرئيس محمود عباس وتتمتع بحكم ذاتي محدود ببعض أنحاء الضفة الغربية.
وفي مارس الماضي اجتمعت الفصائل الفلسطينية في روسيا حيث قال رئيس وفد حركة “فتح” في موسكو عزام الأحمد في تصريحات صحفية إن “الأولوية لتوحيد الصف لحماية غزة والضفة في مواجهة إسرائيل وآلتها العسكرية والمستوطنين”.
وأشار المسؤول الفلسطيني نفسه، إلى أن “الاتصالات بين فتح وحماس لم تنقطع وهناك جهود للتعجيل بالتوصل إلى اتفاق للهدنة في غزة وتبادل الأسرى”.
وشارك آنذاك في اجتماعات موسكو، ما بين 12 و14 فصيلاً وحزباً فلسطينياً، بحسب ما أكده نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف.
في المقابل أعلن القيادي في حركة “حماس” أسامة حمدان، حينها، توصل الحركة إلى “توافق” مع الفصائل الفلسطينية على “تشكيل حكومة مهمتها إغاثة الشعب الفلسطيني”، و”إطلاق عملية إعادة إعمار قطاع غزة” و”الإعداد لانتخابات فلسطينية بعد هذا الإتفاق( الفلسطيني _ الفلسطيني).
وأعتقد أن الاتفاق جاء بعد رفض الشعب الفلسطيني المغلوب على امره ، قيادتي( السلطة وحماس)ويرى انه دفع ثمن الخلاف على السلطة ، والسؤال يطرح نفسه لماذا رفضت كل محاولات إصلاح الخلافات السابقة من الطرفين ، والآن يتفق القادة على طاولة واحدة وقيادة واحدة ،اعتقد أنهما الان يلوذان ببعضها البعض خشية عقاب الشعب الفلسطيني الغاضب ، ليستمدا الشرعية من بعضهما ، حتى لو (كانت صناعة صينية)، لأن الدماء الفلسطينية التي أريقت على الأرض من يدفع ثمنها الباهض بعد أن سفكت ، ومن يعيد الأطفال إلى آبائهم وأمهاتهم ، ومن يعيد الأب إلى اولاده، ومن يعيد الأم إلى بناتها واولادها المقطعة اطرافهم ، والرضع الذين فقدوا أمهاتهم لازالوا في الحاضنات وإنقطوع عنها الخدمات، وذلك الطفل المحروق وجهه من الحرب صارخا ، يابابا من يصحيني على صلاة الفجر ؟!
ومن يعيد للشيخ المحني ظهره وكف بصره ، امتعته القديمة التي يجد فيها رائحة ابيه وامه، ومن يعيد للشيخ الآخر الهرم سجادة ومصحف والده ،ومفتاح بيته ( المزنجر) متأملا إعادة المفتاح في باب داره التي سلبت ،وأعتقد أنه يرفض أن يبدله بمفتاح اسطوانه باب ( كالون) جديد صنع في الصين ؟!!
كاتب سعودي