الرئيسيةمقالات كل العرب

رفقا بالقوارير: المرأة مصباح الحياة و الزجاجة الرقيقة المشعة بالنور

شارك

رفقًا بالقوارير:
المرأة مصباح الحياة و الزجاجة الرقيقة المشعة للنور

 

د. محمد بن أحمد المرواني

في زمن يموج بالتحديات والتغيرات، تظل المرأة رمزًا للرقة والعذوبة، كما وصفها و أوصى بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم بقوله “رفقًا بالقوارير”. هذا التشبيه البليغ يعكس مكانة المرأة وقيمتها، مشبهًا إياها بالزجاجة الشفافة الثمينة الهشة التي تستحق منا كل العناية والاهتمام.

المرأة ليست مجرد نصف المجتمع؛ بل هي القلب النابض فيه. تملأ الحياة بألوان من الحب والعاطفة، وتهب للحياة روحًا من الأمل والجمال. حينما ينظر الرجل إلى المرأة، يجب أن يرى فيها كل هذا العالم و كل الإحساس المرهف و كل التأثر العاطفي الذي يحرك عالم المشاعر. هي التي تغمر الدنيا برقتها، فتسكن القلوب وتملأها بالأمان والسكينة. هي نبع الراحة التي تجعلنا نشعر بالطمأنينة ، هي الأمان الذي يهبنا الأمل، المرأة هي القلب هي الروح هي الدفئ هي السكينة و الراحة ، النظرة إلى عينيها المشتعان للحب كالمشكاة التي تنير قلوبنا المظلمة و تحيها ،
المرأة هي الحياة هي الأم الحنونة هي الحبيبة المفرحة هي الزوجة العاشقة هي الصديقة الصدوقة هي الأخت الداعمة هي الابنة المحبة هي الوطن هي الروح هي المرأة

لكن، ما الذي يحدث إذا لم يتعامل الرجل مع هذه الزجاجة الهشة بالرفق و الحب والحذر مع هذا المخلوق الرائع؟
ببساطة سوف يدمر الانسان ذاته و حياته و سعادته و راحته و عمله و سيدمر كل شيء حوله و كأنما القى قنبلة نووية من الألم و الحزن و الضياع و التشتت في حياته .
و لكن لن يقتصر الأمر على تدمير الذات بل أن الاسائة للمرأة قد تدمر المجتمع و الحياة و كما قال الشاعر حافظ إبراهيم في قصيدته الشهيرة:

“الأم مدرسةٌ إذا أعددتها
أعددتَ شعبًا طيب الأعراقِ”

فإذا كانت المرأة هي تلك المدرسة التي تنشئ الأجيال وتغرس القيم، فإن كسرها يعني كسر المجتمع بأكمله. إنها أشبه بزجاجة رقيقة، إن تعرضت للخدش أو الكسر، فليس من السهل إصلاحها. وربما لن تعود كما كانت أبدًا فبذلك يكون الرجل دمر حياته و سعادته و مجتمعه ان ازعل المرأة .

لذا، يجب على الرجل أن يتذكر دائمًا أن المرأة، برقتها وضعفها الظاهري، تحمل في داخلها قوة عظمى من المشاعر من الاحساس من الحنان من الحب من الاهتمام. تلك القوة التي قد تكون سببًا في رفعة الرجل إلى أعلى مراتب السعادة أو الهبوط به و بحياته و روحه إلى أعمق دركات الحزن. إن القدرة على التحمل والصبر، التي وهبها الله للرجل، ليست مجرد اختبار للقوة، بل هي أيضًا دعوة للإحساس بآلام المرأة وأحزانها و قدرة وهبت له من الله لتحمل هفوات المرأة و زلاتها لانها ترى و تسمع و تحس بقلبها المرهف الرقيق الاشبه بالقوارير الهشه.

فالمرأة هي البلسم لجروح الحياة، وهي النور في عتمة الأيام. لكن هذا البلسم يتطلب رفقًا، وهذا النور يتطلب من يحافظ عليه و يعمل جاهدا على استمراريته و استدامته.

المرأة: كائن جميل مليء بالمشاعر والحب والشغف
إنها لوحة من الرقة والإحساس، تشع دفئًا وتضفي على الحياة رونقًا خاصًا. تفيض عاطفتها بغير حدود، فتكون مصدرًا للإلهام والسكينة لكل من حولها.

المرأة كائن جميل، مليء بالمشاعر، مليء بالحب، مليء بالشغف. إنها القوة الهادئة التي تزرع الأمل في القلوب، وتُنسي الهموم بأبسط ابتسامة. تلك الابتسامة التي تختزن خلفها كل معاني الحب والتضحية، والتي تجعلك ترى الحياة بألوان زاهية ومشرقة.

المرأة كائن جميل، مليء بالمشاعر، مليء بالحب، مليء بالشغف. هي الحنان الذي يغمر القلوب، والعاطفة التي تجعل الحياة أجمل. في داخلها تختبئ أنهار من الحب، تتدفق بسخاء لمن حولها، دون أن تنتظر شيئًا في المقابل غير الحب و الاهتمام. إنها تعطي بلا حدود، وتحب بكل كيانها.

المرأة كائن جميل، مليء بالمشاعر، مليء بالحب، مليء بالشغف. هي التي تحول الأيام العادية إلى لحظات استثنائية، وتجعل من اللحظات العابرة ذكريات لا تُنسى. إن وجودها في حياة أي شخص هو نعمة تستحق الشكر والتقدير، فهي التي تجعل كل شيء أجمل وأروع.

المرأة كائن جميل، مليء بالمشاعر، مليء بالحب، مليء بالشغف. إنها القصيدة التي لم تُكتب بعد، والموسيقى التي لم تُعزف بعد. هي الحلم الذي لا ينتهي، والنور الذي لا ينطفئ. في كل لحظة من حياتها، تُبدع في إظهار حبها وحنانها، وتُضفي على من حولها شعورًا بالأمان والراحة.

المرأة كائن جميل، مليء بالمشاعر، مليء بالحب، مليء بالشغف. إنها النسيم العليل في يوم صيف حار، والدفء في ليلة شتاء باردة. هي القوة التي تستمد منها الحياة معناها، والنبض الذي يحرك كل شيء جميل من حولنا.

المرأة كائن جميل، مليء بالمشاعر، مليء بالحب، مليء بالشغف. وفي هذه الجملة البسيطة، تختبئ كل معاني الجمال والعذوبة. إنها الكنز الذي يجب أن نحافظ عليه، والزجاجة الثمينة التي تستحق منا كل الحذر والاهتمام. هي القيثارة التي تعزف لحن الحياة، والزهرة التي تزين دروبنا بألوانها الفاتنة و هي الايمان الذي تطمئن به قلوبنا.

المرأة كلما ازددنا قربًا منها، ازددنا يقينًا بجمالها ورقتها، وازددنا حبًا لها واحترامًا لها و عرفنا قيمتها الثمينة في الحياة.

وفي النهاية، يتعين على الرجل أن يسعى جاهدًا لإسعاد المرأة، لتكون حياته مليئة بالنور والبهجة. فالمرأة حينما تحظى بالحب والاحترام، تُثمر كل شيء جميل حولها. وإن كسرت، فلن يكون هناك طريق للعودة. إنها كزجاجة النفيسة الثمينة التي تستحق منا كل رعاية واهتمام، حتى لا نفقد بريقها و اشعاعها للنور و السعادة و الامل و الحياة في لحظة إهمال أو قسوة.

و اذكر كل رجل بقول الرسول صلى الله عليه و سلم حين أوصى بالنساء فقال
ما اكرمهن الا كريم و اما اهانهن الا لئيم ، و حين قال : أوصيكم بالنساء خيرا و حين قال خيركم خيركم لأهله
فالاهتمام بالمرأة يجعل الرجل كريما و يجنبة منازل اللؤم و يجعله من خيار الناس ، و اي منزلة يريدها الفتى خيرا من تلك المنزلة التي بشر بها المصطفى من يكرم المرأة ، ففي اكرامها و الاهتمام بها رفعة و خيرا للرجل نفسه.

رفقًا بالقوارير، فهن سر الحياة وجمالها، وهن الحلم الذي يجب أن نحافظ عليه بكل حب واهتمام فبغير المرأة لا توجد حياة و لا يوجد امل و لا سعادة و لا فرح و لا توجد قيمة للعيش ، بل بدون المرأة لا توجد حياة فهي كل الحياة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى