مواضيع منوعة

إيران كيان عاجز عن المناورة و أقرب للأنهيار

شارك

إيران كيان عاجز عن المناورة وأقرب للإنهيار


أ. عباس الكعبي

فاجأ رئيس الكيان الإرهابي الإيراني «مسعود بزشكيان» كلّ الحالمين بعودة الإمبراطوريّة الفارسيّة المزعومة، وقادة مليشياته ومرتزقته وأتباعه، بتصريحات غير متوقعة تفيد بأنّ «كيانه آيل إلى التفكّك نتيجة لتفاقم أزماته الداخليّة والإضطرابات المتزايدة، وإن حدث شيئاً لهذا الكيان، فغداً ستكون الأحواز دولة لوحدها وكذلك هي الحال بالنسبة لآذربايجان وبلوشستان وكردستان، وسوف لن يدافع أحد عن هذه الجغرافية».
ولا ريب أنّ تصريحات كهذه، تعبّر عن مدى قناعاته وإدراكه بأنّ كلٌ من «الأحواز» وغيرها من أراضي الشعوب المشار إليها، لم تكن تابعة لهذه الجغرافية الاصطناعيّة، وإنّها قد ضُمّت بالقوّة وبمعزل عن إرادة شعوبها، ورغم مرور نحو قرن على احتلالها، إلّا أنّ الشعب العربي الأحوازي وغيره من الشعوب المحتلة، لا زال متمسّكاً في حقه القانوني في تقرير المصير، كما أنها هذه الشعوب لا زالت تبدي رفضها القاطع للتواجد الأجنبي الفارسي على أراضيها.
وتأكيده على «إحتمال استقلال الأحواز وآذربايجان وبلوشستان وكردستان في دولها وعدم بقاء شيء إسمه إيران في حال إستمرار الأوضاع في التدهور»، إنّما يؤكّد عمق الأزمات التي يعيشه الكيان الإيراني ومدى تفاقمها في ظلّ هزيمة مخططاته الرامية إلى إطالة عمر الحرب في فلسطين والخسائر التي مُني بها أكبر أذرعته المتمثل بحزب اللات في لبنان، خاصّة أنّ الأخير يئنّ تحت وطأة الضربات الإسرائيلية ويتساقط قادته من الصفّ الأوّل، في حين أنّ طهران تقف عاجزة عن فعل أي شيء لإنقاذه، كما أنها بدأت تفقد أوراق المناورة.
وعلى هامش أعمال الجمعيّة العامّة التابعة لهيئة الأمم المتحدة في نيويورك، وإلى جانب هذه التصريحات المثيرة، كان بزشكيان قد أعرب عن إستعداد بلاده لوضع السلاح، وقد فسّر الكثيرون هذا التصريح بمثابة رفع راية الإستسلام واقتراب النظام الحاكم في طهران من حافة الإنهيار.
وبالتزامن مع تواجد رئيس الكيان الإرهابي الإيراني في نيويورك والوفد المرافق له، أطلق «دونالد ترمب»، الرئيس الأمريكي السابق تصريحات أكثر حدّة وإثارة حين قال بأنه «لابد من تقطيع أوصال إيران في حال أرادت إلحاق الضرر به، أو إذا ما كان لها أي دور في إلحاق الضرر بمرشح الإنتخابات الرئاسيّة الأمريكية».
ورغم الضجّة وردود الأفعال الداخليّة الكثيرة التي أثارتها تصريحات بزشكيان، إلّا أنها قد عبّرت بوضوح عن فقدان الكيان الإيراني القدرة على المناورة للحفاظ على ما يعتبرها مكتسباته الكبرى والمتمثلة في الأذرع والمليشيات الإرهابيّة في العراق وسوريا واليمن ولبنان، وذلك بعد أن نجح في المناورة بها لفرض وجوده في المنطقة العربيّة لعدّة عقود.
ولا يستبعد من أن يكون مسعود بزشكيان قد اصطدم بعدّة حقائق مريرة وغير متوقعة خلال زيارته للولايات المتحدة بغية المشاركة في أعمال الدورة 79 لأعمال الجمعيّة العامّة، دفعته إلى الإدلاء بمثل هذه التصريحات التي تنذر بقرب إنهيار الكيان الإرهابي الإيراني، أو رضوخه إلى تقديم تنازلات كبيرة وغير مسبوقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى