مقالات كل العرب

التعليم أمانة ومسؤولية: دعونا نغرس بذور الأمل رغم المحن

شارك

التعليم أمانة ومسؤولية: دعونا نغرس بذور الأمل رغم المحن

د. تهاني رفعت بشارات

إن التعليم اليوم لا يقتصر على ما تقدمه وزارة التربية والتعليم أو المعلمون وحدهم، بل يمتد ليكون مسؤولية كل فرد في المجتمع. إنه جهد مشترك يتطلب التزامًا جماعيًا وصادقًا. نعيش في أوقاتٍ تتزايد فيها التحديات وتتضاعف الأزمات، فلا يكاد يخلو يوم من صوت صافرات الإنذار، وأخبار الدمار، والحزن العميق بفقد الأبرياء والأرواح. أمام هذا الواقع المرير، لابد أن نستمد يقيننا من إيماننا بالله، وأن نتمسك بالتعليم والمعرفة، فهما سلاحنا الأوحد وسبيلنا الوحيد نحو التحرير.

في ظل هذه الظروف، نجد أطفالنا يتعرضون لخسارة تعليمية كبيرة، فهم بحاجة إلى تعويض هذا الفاقد، بل ويتطلب منا جميعًا جهدًا مضاعفًا لسد الثغرات التعليمية. لا يمكننا الاستسلام أو الرضوخ لليأس؛ بل يجب أن نحمي أبناءنا ونصون مستقبلهم بتوفير التعليم بكل الوسائل المتاحة. علينا أن نستثمر في التكنولوجيا كأداة فعالة، فالمصادر الرقمية وقنوات “يوتيوب” التعليمية تزخر بمحتوى يُعينهم على استعادة ما فقدوه من مهارات ومعارف.

ولكن، ماذا بعد؟ إن التعليم لا يجب أن يقتصر على المعرفة الأكاديمية؛ إنه تعليم للحياة، تعليم يُغرس فيهم قيم البقاء والتعايش، ويساعدهم على مواجهة الأزمات والتحديات اليومية. لابد من توفير برامج تثقيفية تشمل الإسعافات الأولية ومهارات التعاون والتكامل الاجتماعي. نحن بحاجة إلى أن نزرع في قلوبهم حب الخير ومبدأ التعاون وحماية النفس ونشر المحبة، فالمجتمع المتماسك هو درعٌ يحمي أفراده من الانهيار.

ولأن الأزمات لا تقتصر على الجانب المادي، بل تمتد لتشمل الصحة النفسية، ينبغي أن نهتم بالجانب النفسي لأطفالنا، فهم يحتاجون إلى رعاية نفسية أولية للتقليل من التوتر والقلق، ويحتاجون إلى من يشعرهم بالطمأنينة ويعزز لديهم الأمل بغدٍ مشرق. بهذا، نبني جيلًا قادرًا على الصمود، ثابتًا أمام العواصف، مؤمنًا بأن العلم والمعرفة هما السلاح الأمثل للثبات أمام كل تحدٍ.

كل منا قادر على تقديم نوع من العون، سواء بالتعليم، بالتكنولوجيا، بالدعم النفسي، أو بتوفير البيئة الآمنة. لنبدأ اليوم، ولننير درب أطفالنا لئلا يفقدوا الشغف بالتعلم وسط الألم والمعاناة. هم يستحقون الجهد والإصرار منا، فهم أمل المستقبل، والجيل الذي نعوّل عليه في كتابة قصص الانتصار والحياة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى