صفاقس تحتضن الندوة الوطنية الاولى “نقطة اتاحة” لدعم الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة
صفاقس تحتضن الندوة الوطنية الأولى “نقطة إتاحة” لدعم الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة.
أ. رجاء السنوسي
استضاف المعهد العالي للبيوتكنولوجيا بصفاقس فعاليات الندوة الوطنية الأولى “نقطة إتاحة” التي تعدّ مبادرة فريدة من نوعها تجمع بين الباحثين الأكاديميين، الصناعيين، خبراء المركز الدولي للنهوض بالأشخاص ذوي الإعاقة (CIPPH)، والأشخاص ذوي الإعاقة وأسرهم. هذا الحدث، الذي تنظمه جمعية “وفاء” لرعاية الأشخاص ذوي الإعاقة بالحنشة بالتعاون مع مختبر الأنظمة الذكية للهندسة والصحة الإلكترونية (Lab SETIT)، يهدف إلى تسليط الضوء على التكنولوجيا كوسيلة لتحسين حياة الأشخاص ذوي الإعاقة وتعزيز إدماجهم الاجتماعي والاقتصادي.
أهداف سامية لتعزيز الإدماج والتكنولوجيا
انطلقت الندوة بشعار يرسخ الالتزام بالتنمية المستدامة والمسؤولية الاجتماعية (CSR)، حيث تناولت المحاور الأساسية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في التكنولوجيا، والتكنولوجيا كوسيلة لدعمهم. وتهدف هذه المبادرة إلى إنشاء نظام بيئي مستدام يقوم على التعاون بين مختلف الجهات الفاعلة في المجال الأكاديمي والصناعي والاجتماعي
شهدت الندوة مشاركة نخبة من الأخصائيين النفسيين وخبراء التعليم المتخصص من المركز الدولي للنهوض بالأشخاص ذوي الإعاقة، الذين ناقشوا قضايا الإدماج الاجتماعي والتحديات التي تواجه الأشخاص ذوي الإعاقة وأسرهم. كما قدم الصناعيون والباحثون الأكاديميون نماذج مبتكرة من الحلول التقنية، مثل الأجهزة المساعدة وتقنيات الصحة الإلكترونية، التي تهدف إلى تحسين نوعية حياتهم وتسهيل اندماجهم في المجتمع.
من أبرز محاور الندوة “حق الأشخاص ذوي الإعاقة في التكنولوجيا”: تم خلال هذا المحور استعراض مشاريع ناجحة تؤكد على أهمية التكنولوجيا في تعزيز القدرات الفردية للأشخاص ذوي الإعاقة
و “التكنولوجيا في خدمة الأشخاص ذوي الإعاقة”: عرضت شركات صناعية وتقنية حلولاً عملية أبرزها تطبيقات وأجهزة متخصصة تسهم في تحسين جودة حياتهم اليومية.
أدار الجلسة البروفيسور محمد سليم بوهلال من مختبر Lab SETIT، والسيد عبد المجيد بن براهيم ممثل جمعية “وفاء”وتطرقت النقاشات إلى ضرورة التعاون بين الأكاديميين، الصناعيين، والأسر لخلق حلول مستدامة. كما تمت مناقشة آفاق إنشاء شراكات استراتيجية لدعم التمكين الاقتصادي والاجتماعي للأشخاص ذوي الإعاقة.
توصيات وختام الفعالية
اختتمت الندوة بمائدة مستديرة خلصت إلى ضرورة تطوير خارطة طريق تدعم التعاون بين الجهات الفاعلة، وتشجع الابتكار التقني في خدمة الأشخاص ذوي الإعاقة. ودعت إلى تعزيز التوعية بحقوق هذه الفئة وضمان وصولهم إلى التكنولوجيا بوصفها حقًا أساسيًا.
رسالة أمل
أظهرت الندوة أهمية تضافر الجهود بين مختلف القطاعات لدعم الأشخاص ذوي الإعاقة، وتوظيف التكنولوجيا كوسيلة لتحقيق الإدماج الكامل يُتوقع أن تكون هذه المبادرة نقطة انطلاق نحو تغييرات ملموسة في حياة الأشخاص ذوي الإعاقة، ليس فقط في صفاقس بل على مستوى تونس ككل.
هذه الفعالية تمثل نموذجًا حيًا على الالتزام المجتمعي في تونس بتعزيز الإدماج وتوفير بيئة داعمة تُتيح للجميع فرصًا متساوية للنمو والازدهار.