عندما بكى الشرفاء و فرح العملاء والخونة

عندما بكى الشرفاء وفرح العملاء والخونة
الاستاذ الدكتور عبدالرزاق محمد الدليمي
في التاسع من نيسان عام 2003، وقعت بغداد اسيرة في أيدي القوات الأمريكية، والبريطانية وحلفاؤهما من الدول الاستعمارية منهية بذلك الحكم الوطني في العراق كان ذلك اليوم بمثابة نقطة سوداء تحول فيها تاريخ العراق الحديث، إلى من قمة المجد إلى قاع التخلف والتراجع وكان لهذا الاحتلال البغيض الفاقد للشرعية القانونية والاخلاقية تداعيات عميقة لا تزال محسوسة وتزداد سوءا حتى يومنا هذا.
لقد كان يومًا مشؤوماً على العراقيين اختلطت فيه المشاعر، فبينما بكى الشرفاء على ضياع الوطن وسيادته، فرح العملاء والخونة الذين الذين تربعوا على عرش اعظم بلد في العالم بتاريخة وحضاراته وذكاء شعبه ووفرة خيراتة التي لن ولم تنضب ورأى هؤلاء اللصوص والخونة في الاحتلال فرصة لتحقيق مكاسب شخصية أو خدمة أجندات خارجية.
يوم بكى فيه الشرفاء:
كان التاسع من نيسان بالنسبة للغالبية العظمى من شعب العراق الوطنيين، يومًا أسود في تاريخهم. فقد رأوا في احتلال بغداد نهاية لدولة ذات سيادة وتاريخ عريق، وبداية لمرحلة من الفوضى والعنف والاحتلال الأجنبي. لقد شعروا بالمرارة لفقدانهم قائدهم، بغض النظر عن تقييمهم لحكمه، وشعروا بالمهانة لدخول قوات أجنبية إلى عاصمة بلادهم.
لقد بكى الشرفاء على:
ضياع السيادة الوطنية: فقد رأوا في الاحتلال انتهاكًا صارخًا لسيادة العراق واستقلاله، وتحويله إلى ساحة لنفوذ قوى خارجية.وتدمير مؤسسات الدولة: فقد أدى الغزو إلى تفكك الجيش العراقي والأجهزة الأمنية، مما خلق فراغًا أمنيًا استغلته الجماعات المتطرفة والميليشيات. وبدايات المعاناة الإنسانية: فقد خلف الغزو والحرب التي تلته مئات الآلاف من القتلى والجرحى والمشردين، وعانى الشعب العراقي من ويلات العنف الطائفي والإرهاب.
ونهب ثروات البلاد: فقد استغل الاحتلال والفوضى التي تلته لنهب ثروات العراق، وخاصة النفط، مما حرم الشعب العراقي من موارده الطبيعية.وتمزيق النسيج الاجتماعي: فقد أدت الحرب الطائفية التي أشعلها الاحتلال إلى تفتيت المجتمع العراقي وتقسيمه على أسس عرقية ودينية.
على الجانب الآخر، فقد فرح العملاء والخونة وذيول ملالي طهران ورؤا في احتلال بغداد فرصة سانحة لتحقيق أهدافهم القذرة مثلهم . هؤلاء العملاء والخونة هم الذين تعاونوا مع القوات الغازية،و استغلوا الفوضى التي أعقبت الاحتلال لتحقيق مكاسب شخصية أو سياسية طائفية وعرقية
نعم فرح العملاء والخونة من زوال نظام العراق الوطني المهاب المحترم وادعى بعضهم انه كان يعارض نظام العراق لأسباب سياسية أو شخصية، ورأوا في الاحتلال فرصة للتخلص منه.
وكان الاحتلال سقفا حاميا لهم بالحصول على السلطة والنفوذ: فقد سعى بعضهم إلى استغلال الاحتلال للوصول إلى السلطة والمناصب العليا في الدولة الجديدة التي تشكلت برعاية الاحتلال.
كذلك فرص في تحقيق مكاسب مادية: فقد استغل بعضهم الفوضى والفساد الذي استشرى بعد الاحتلال لجمع الثروات بطرق غير مشروعة.وخدمة الأجندات الخارجية لاسيما أبرزها الاجندة الفارسية الصفوية الطائفية فقد كان بعضهم مرتبطًا بقوى خارجية سعت إلى زعزعة استقرار العراق وتقسيمه، ورأوا في الاحتلال وسيلة لتحقيق هذه الأهداف.
ولا ننسى ان إضعاف الأمة العربية كان في مقدمة غاياتهم القذرة فقد كان بعضهم يتبنى أيديولوجيات تخدم مصالح أعداء الأمة العربية، ورأوا في احتلال العراق خطوة نحو إضعافها وتمزيقها.
التاسع من نيسان إرث قاتم السواد لا يزال يمثل جرحًا غائرًا في الذاكرة العراقية والعربية. الشريفة لقد كان يومًا تجسدت فيه أقصى درجات التضحية والوطنية من جانب الشرفاء، وأقصى درجات الخيانة والعمالة من جانب الخونة. لقد ترك هذا اليوم إرثًا ثقيلاً من الانقسام والعنف وعدم الاستقرار الذي لا يزال يعاني منه شعب العراق حتى اليوم.
إن ذكرى التاسع من نيسان يجب أن تكون دافعًا للشرفاء من الشعب العراقي لمراجعة الماضي واستخلاص العبر، والعمل بجد وإخلاص لبناء عراق موحد ومستقر ومزدهر، عراق يستحق تضحيات أبنائه البررة، ويقطع الطريق على العملاء والخونة الذين سعوا ويسعون لتمزيقه وإضعافه. إنها دعوة للوحدة الوطنية والتكاتف ونبذ الفرقة والخلاف، والعمل المشترك من أجل مستقبل أفضل للعراق وشعبه.