أنا الأنثى
أنا الأنثى
تونس السنوسي
أيُّها الآتونَ بَعدي
فيكُمُ يَحلو انتِصاري
اسْمَعوا صَوتَ التَّحدّي
هادِراً مثلَ البِحارِ
مَنْ يُفَكِّرْ في انْهِزامي
أو يُفكِّرْ في اندِحاري
أو يُفَكِّرْ في سُقوطي
أو يُفكِّرْ في اخْتِباري
أو يُفَكِّرْ في أفولي
أو يُفَكِّرْ في انْهِياري
واهِمٌ جِدّاً وإنّي
حُرَّةٌ حُرٌّ قَراري
مِثلُ طوفانٍ سَآتِي
مَدّي لا يخشى انْحِساري
آنَ أنْ أُشْرِقْ ويُشْرِقْ
داخلي ضوءُ النَّهارِ
إنَّني الأنثى كِياناً
أينما كانتْ دِياري
خالِقي رَبٌّ عَظيمٌ
حاشا أن يرضى اِنْكِساري
أنزلَ الآياتِ بِاسْمي
رَدَّ لي كلَّ اعتباري
فَاحتَرِمْني حتّى ترقى
كُنْ شَريكاً في حِواري
كُنْ رفيقي كُنْ صَديقي
كُنْ حليفي في مَساري
هكذا أوصى رَسولي
في أحاديثِ البُخاري
اِلْتَمِسْها ذاتُ دينٍ
واجْنِ مِنْ أحلى الثِّمارِ
واقتبسْ منها حَناناً
عِطرُها زهرُ البَراري
إنني أنثى وَتاجي
قد غدا إكليلَ غارِ
قَدْ مَلأتُ الكونَ عِلْماً
في اخْتِراعٍ وَابْتِكارِ
إنَّنا صِنوانِ نَحيا
لا تُفَكِّرْ بِاختِصاري
لسْتَ في إلغائي تعلو
لا ولنْ أعلِنْ فَراري
ذا طُموحي قَصْدُ عَيني
سَوْفَ يأتيني انْتِصاري
إنَّني الأنثى وَيَكفي
ذا اعْتِزازي وَافْتِخاري