نصير شمة والعزف على أوتار الكذب مرة أخرى
نصير شمة والعزف على أوتار الكذب مرة أخرى
أ.خالد النعيمي
كان يمكن للعازف نصير شمة ان يحظى بإحترام ومحبة الفنانين والمهتمين بالموسيقى والعزف، وحتى من بعض المواطنين العراقيين الذين يفرحون ويشجعون ابن بلدهم عندما يكون ناجحا ومتفوقا في الخارج سواء كان عالما او فنانا ام عازفا او رياضيا ولكن مصيبة هذا الرجل ان الله إبتلاه بعادات وامراض تحط من قيمة الانسان وهي الكذب والنفاق والنرجسية، في حديث قدسي شريف عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قال (آية المنافق ثلاث: أذا حدث كذب، وأذا وعد أخلف، وأذا أؤتمن خان).
ظهر قبل ايام على قناة أرتي الفضائية مع الاعلامي سلام مسافر في برنامجه المعروف (قصارى القول) وهو يتحدث عن جريمة قصف ملجأ العامرية على أساس انه كان شاهدا حيا للحدث، وهو لم يكن في حينه سوى جندي مكلف كثير الغيابات والهروب حتى انه ادعى في احدى مقابلاته بأنه صدر عليه حكم اعدام بسبب ذلك، واراد الإيحاء من وراء ذلك بأنه كان خصما ومستهدفا من قبل النظام السابق بينما الحقيقة تكرار حالات الهروب من الخدمة العسكرية.
نعود الى أكاذيبه وتلفيقاته الجديدة يقول حضرت الى موقع الملجأ لأن وحدته العسكرية في بغداد. والواضح ان شاهدته لا يمكن الركون اليها لأنه ليس خبيرا في تصميم الملاجئ النووية، وليس ملما بطرق وأساليب عمل رجال الدفاع المدني، الذي اتهمهم بأنهم ساهموا بقتل عددا من المواطنين الموجودين في الملجأ من خلال اغراق الملجأ بالمياه وكذلك عند قيامهم بتفجير الأبواب الحديدية والتي راح ضحيتها أعدادا أخرى من المواطنين. و المعروف للجميع أن الطائرات الامريكية إستهدفت الملجأ بقنابل ذات مواصفات خاصه تم تجهيزها وتصنيعها خصيصا لإختراق الملاجئ والأهداف المحصنة في الجبال او تحت الأرض، وان درجات الحرارة والنيران التي عصفت داخل الملجأ بعد القاء هاتين القنبلتين حولته الى فرن عالي الحرارة صهر كل شيء خلال لحظات. فكيف ولماذا يريد نصير شمة ان يحمل رجال الدفاع المدني العراقيين الأبطال مسؤولية قتل اعدادا من العراقيين داخل الملجأ وليس امريكا المجرمة؟ ثم يذهب الى كذبة أكبر وهي ان القيادة العراقية تنازلت عن حقها في تقديم شكوى ضد الولايات المتحدة الامريكية ازاء هذه الجريمة، والجميع يعلم بأن العراق في ذلك الوقت وعندما بدأت الحرب عام 1991 التي شاركت فيه تحالف من 31 دولة وبقرارت جائرة من الامم المتحدة ومجلس الامن تحت البند السابع، إلا أن الحكومة العراقية كانت حريصة على توثيق كافة الجرائم والاعتداءات صغيرها وكبيرها، لتقوم وزارة الخارجية العراقية بإرسالها الى الأمم المتحدة ومجلس الأمن وكل المنظمات الدولية، ونتحداه ان يأتي بوثيقة واحدة او تصريح رسمي يقول ان العراق تنازل عن اي من حقوقه القانونية في هذا الصدد.
لذلك توجهت بهذه الأدعاءات الباطلة الى احد مسؤولي الدفاع المدني الذي كان شاهدا حقيقيا على تلك الجريمة البشعة والمعالجات والاجراءات التي قام بها رجال الدفاع المدني وكما يلي:
ـ لم يكن بالإمكان التقرب او الدخول الى الملجأ في الساعتين التي اعقبت الإنفجار، وكانت اقرب نقطة وقف عندها رجال الدفاع السياج الخارجي للملجأ أي بحدود 100 متر، لأن درجات الحرارة كانت عالية جدا وقد وصلت الى 2000 درجه مئوية.
ـ تم استهداف الملجأ بقنبلتين مصنعة خصيصا لإستهداف هذا الملجأ بعد ان حصلوا على كافة الخرائط والمواصفات الفنية من الشركات المنفذة للملاجئ والقواعد العسكرية بموجب قرار مجلس الامن الذي فرض على كافة الدول والشركات تقديم هذه المعلومات الى قوات التحالف.
ـ القنبلة الاولى كانت تعمل بطريقه لولبية، استطاعت ان تخترق السقف الخارجي ليعقبها الصاروخ او القنبلة الثانية التي انفجرت في فناء الملجأ مما أدى الى إفراغه من الأوكسجين، واشعال النيران ووصول درجة الحرارة الى 2000 درجه مئوية، مما ادى الى إستشهاد جميع من كان في داخله في اللحظات الاولى من شدة الانفجار والعصف ودرجات الحرارة العالية التي حولته الى فرن رهيب.
ـ مساحة الملجأ وهو بطابقين بحدود 1500 متر مربع، اي ما يعادل مساحة ملعب كرة قدم فكيف إمتلأ بالماء بهذه السرعة على حد زعمه؟ كذلك لم يتم استخدام اي عملية تفجير لفتح الابواب المغلقة بسبب قوة العصف، وانما تم ذلك بطرق فنية.
ـ لم يسمح لأي مواطن او اي جهة حكومية بدخول الملجأ سوى الدفاع المدني، مع تأمين حماية خارجيه من جهة امنية واحدة، وتم التحفظ عليه لعدة اشهر للحفاظ على مسرح الجريمة وأعداد التقرير النهائي.
ـ أما بخصوص اعداد الشهداء فقد تم توثيقها بدقة متناهية، وليس هناك مصلحة او دوافع لأن تقوم الدولة بزيادة العدد او إنقاصه كما يدعي نصير شمة وقد تم تخصيص مقبرة خاصة في ابو غريب لشهداء ملجأ العامرية، وقد وضعت اسمائهم وصورهم داخل الملجأ، بعد ان تم تحويله الى مزارا يذكر العراقيين والعالم بهذه الجريمة وكانت تزوره جموع من المواطنين وكذلك الوفود العربية والاجنبية التي تزور العراق.