زعيم البوليساريو يتحدى هيبة القضاء الإسباني ومذكرة الاعتقال في انتظاره
زعيم البوليساريو يتحدى هيبة القضاء الإسباني ومذكرة الاعتقال في انتظاره
أ.الحسن لهمك
يواجه محمد بن بطوش، قضيتين مرفوعتين بالمحكمة الوطنية الإسبانية، تحت إشراف قاضي التحقيق بيدراز، الذي وجه بالفعل إستدعاء المثول لزعيم البوليساريو قصد التحقيق معه يوم 1 يونيو في التهم الموجهة إليه.
التهمة الأولي تعود إلى شكاية خاصة قدمها فاضل بريكا، ناشط صحراوي من الجنسية الإسبانية، المعروف بإنتقاده اللاذع لجبهة البوليساريو، حيث يتهم زعيمها بالاعتقال غير القانوني والتعذيب، هذه القضية تم تحديد موعدها في التاريخ المذكور سلفا.
اما القضية الثانية فتتمثل في شكاية تم تعليقها في أكتوبر من العام الماضي بعد ثلاث سنوات من الانتظار، حيث أُعيد فتحها مؤخرًا، إذ تم تقديمها من طرف الجمعية الصحراوية للدفاع عن حقوق الإنسان بتهمة: الإبادة الجماعية، والقتل والإصابات والاحتجاز غير القانوني والإرهاب والتعذيب والاخفاء القسرى ضد كل من خالف نهجهم، لكن لا يوجد حتى الآن تاريخ محدد لهذه القضية.
قاضي التحقيق المكلف بيدراز، أرسل بالفعل أحد الاستدعاءات لابن بطوش من اجل الإدلاء بشهادته، لكن المتهم رفض التوقيع عليه، وهو فعل بحد ذاته يعاقب عليه القانون بتهمة عدم الامتثال للقضاء.
الآن، ينتظر القاضي ردًا جديدًا من غالي، ومن غير المستبعد أن يُغير موعد الاستماع له في الأيام المقبلة بناء على تطور حالته الصحية، وفي حال اصرار غالي على عدم الامتثال للاستدعاء، لن يبق أمام القاضي سوى إصدار مذكرة توقيف بحقه لتقديمه إلى العدالة.
كما أبلغ دفاع زعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، مكتب المدعي العام للمحكمة الوطنية أن موكله، الذي أدخل إلى مستشفى سان بيدرو دي لوغرونيو (لاريوخا) منذ 18 أبريل الماضي، لديه جواز سفر دبلوماسي جزائري، وهو ما قد يؤخر مثوله كمتهم في نفس المحكمة، المقرر عقدها في الأول من يونيو المقبل، لأنه بموجب القانون الذي ينظم العلاقات الدبلوماسية، سيكون من الضروري على إسبانيا توجيه استفسار للجزائر قبل اتخاذ أي نوع من الإجراءات القضائية، حيث معروف عن الجزائر عدم الرد عادة بالسرعة المطلوبة على مثل هذه الإنابات القضائية.
وفي السياق ذاته، لم يوافق القاضي على الإجراءات الاحترازية التي تقدم بطلبها محامي بريكة لضمان مثول غالي أمام القضاء، بينما يبقى المجهول حول موعد خروجه من المستشفى، وهل سيغادر التراب الإسباني من دون امتثال للاستدعاء، وبالتالي يضرب عرض الحائط هيبة ومصداقية القضاء الإسباني، خصوصا وأنه دخل المملكة الايبريية بجواز سفر وهوية مزورتين بشهادة تقرير الشرطة الإسبانية، وهذا في حد ذاته يشكل تهمة جنائية ثابتة ومنفصلة عن سابقتيها، مما يلغي حماية رئيس الحكومة بيدرو سانشيز لغالي بدواع إنسانية.
كاتب من المغرب