بين كوارث الطبيعة..و كوارث سلطة شمال العراق
بين كوارث الطبيعة .. وكوارث سلطة شمال العراق
الشيخ عصام البوهلالة
في البداية نقدم عزاؤنا الكامل لأسر الضحايا الابرياء الذين سقطوا نتيجة سيول الأمطار التي هطلت مؤخراً في شمالنا الحبيب ونعلن تضامننا ومساندتنا لهم ، ونؤكد ان ما يصيبهم من أذى سواء نتيجة الكوارث الطبيعية أو الاعتداءات الخارجية ، أو الأعمال الإرهابية ، أو بطش سلطة أحزابهم وفسادها يحزننا ، لكننا في الوقت نفسه نتسائل وبكل وضوح .
أين الأموال والميزانيات الضخمة التي صرفت من ميزانية الحكومة المركزية لسلطة الشمال ؟ وهي اموال تعادل ميزانية دول كبيرة مستقلة وعليها التزامات دولية ؟
اين واردات المنافذ الحدودية الهائلة التي تجبيها سلطة الأحزاب الحاكمة في شمال العراق ؟ واين اموال نفط الشمال التي تنتج وتصدر بطريقة نظامية وغير نظامية ؟ إن المعلومات الأولية تؤكد إن إنتاجهم وصل إلى تقريباً المليون برميل يومياً .
وهناك تساؤل نوجهه للسلطة المركزية في بغداد .
هل الوقوف والتضامن وتقديم الاغاثة العاجلة هو لمساعدة دولة جارة تعرضت لكوارث طبيعية ام لشعبنا المسكين المغلوب على أمره في شمال وطننا الحبيب ؟ أم للأحزاب المتمردة التي لا يعترف قادتها بعراقيتهم وهذا ما صرح به ( رئيس سلطة الإقليم مسرور البارزاني ) أثناء لقائه الإعلامي في فضائية سكاي نيوز عربية في 2021/11/28 لمنتدى السلام والأمن في الشرق الأوسط الذي عقد في مملكة البحرين والذي نفى أن يكون عراقيا !! .
أما جوقتهم الإعلامية ومرتزقتهم تنكر وجود دولة العراق ، وتغذى مؤسساتهم الفكرية ودوائرهم المحلية بالتعليمات الحزبية ذات التوجه العرقي الانفصالي ، حتى أنهم يرفضون رفع العلم العراقي ، بل يداس باحذية المتطرفين من شرذمتهم ، وينشر في وسائل التواصل الاجتماعي دون انزال عقوبة بالفاعلين ، أو حتى صدور استنكار من قادة أحزابهم .
ألم يذل المواطن العراقي المسافر الى شمال وطنه على حدود سلطتهم الأمنية ويطالب بكفيل ووضع الإقامة له في حال اطال البقاء هناك ؟ .
هل أن تحمس السلطة المركزية وسكوت قادة كتلها هو خوفهم من أحزاب الشمال المدللة {بيضة القبان} كما يروج للتركيبة السياسية المقيتة ؟ .
ألم يصدعوا رؤوسنا قادة الأحزاب الكوردية بمطالباتهم ما يدعون استحقاقاتهم الانتخابية في تشكيل الوزارات ؟ رغم استحواذهم على منصب رئاسة الجمهورية والمناصب السيادية العليا في الدولة ، والتدخل في رسم سياسة الدولة العراقية وعدم السماح لشركائهم في السلطة المركزية بممارسة اي نفوذ لهم على شمال العراق .
ما هذه الازدواجية في التعامل والتذلل لهم ؟ حتى أن «اخو عماد رئيس وزراء سلطة المركز» عندما ذهب منذ فترة الى قضاء مخمور التابع لمحافظة نينوى أثناء الهجمات الإرهابية صرح قائلاً ( رسالتي قبل ذهابي إلى مخمور في اربيل كردستان العراق ) والشعب العراقي لا يعرف دوافع هذا التصريح إن كان جهلا من رئيس السلطة بجغرافية العراق ام مجاملة للاحزاب الكوردية وهبة لها ؟ كما أن وزير ماليته يهب شهريا الأموال الطائلة من الخزينة المركزية دون استلام العائدات المالية من الموارد الشمالية المتفق على إعادتها للبنك المركزي .
هل أحزاب الشمال خارج المسائلة القانونية والإصلاح ؟ في حين أن شعبنا العراقي بكل أطيافه ومناطقه يقدم الدم والمال بسخاء والمستفيد الأول الأحزاب الكوردية التي لا تعترف بعراقيتها وتعبث بأمن وسلامة الوطن ، وتضغط وتحاسب وتغتال من يعارضها ، والمعلومات التي وصلتنا أنها مارست نفوذها في التدخل والضغط غير المباشر بمعاقبة امر لواء 75 في الجيش العراقي وإحالته للقضاء العسكري العميد الركن حيدر الزيدي الذي قاد الجيش العراقي في عمليات مخمور أثناء استفتاء احزابهم لحركة الانفصال ، حتى يكون عبرة وترهيبا لكل من يقف بوجههم .
إن الشعب يدرك جيدا انها أحزاب متمردة لا تمثل وجهة نظر أبناء شعبنا الكوردي المغلوب على أمره في شمال العراق ، حتى أن من وجد من المواطنين الكورد فرصة للهرب باع ما يملك وهرب إلى الدول الغربية معرضاً نفسه واطفاله لخطر الموت في البرد والصقيع على أن لا يتم إعادته إلى سطوة هذه الأحزاب . ورغم رفض الجماهير لهذه الأحزاب ، لكنها مستقوية بضعف السلطة المركزية وعدم تمكنها من اخذ اي قرار رادع بحقهم .
هذه الأسئلة وأخرى كثيرة جداً تطرح ويتداولها الشعب وموجهة لقادة كتل واحزاب السلطة ودعاة الإصلاح ، عليهم تقديم الإجابة عليها ، ونحن هنا نذكرهم .
إن هذا الانبطاح المذل لإرادة الأحزاب الكوردية والاخفاقات الإدارية عزز الاستياء الجماهيري الواسع من العملية السياسية ورفض مخرجاتها الإنتخابية الأخيرة ، وجعل هذه الأسئلة التي طرحناها أسئلة مشروعة ، وهم ملزمين دستوريا بتقديم إجابات مقنعة للشعب العراقي ، والا فانتظروا القادم وهو أخطر مما تتوقعون .
سياسي عراقي