رحيل عظيم و فراغ واسع
رحيل عظيم وفراغ واسع
د. علي القحيص
في مثل هذا اليوم، قبل 15 عاما، تم إعدام الرئيس العربي الراحل صدام حسين ، “رحمه الله” في بغداد العروبة والسلام ، على يد سجانيه الغزاة المحتلين ، الذي اغتصبوا بغداد ودمروا العراق شر تدمير وسوءتدبير، ولازال العراق وشعبه يعاني الأمرين، بسبب الحكومات العميلة المتواطئة، والفوضى العارمة تسود البلاد خرابا ، من شماله إلى جنوبه، ومن شرقه واقصى جنوبه، بسبب تفكك البلد وتفتيت لحمته الوطنية، وزرع الفتن و إذكاء الطائفية ونشوب الخلافات السياسية والقومية والمذهبية والأثنية ، ولازالت الحكومات المتعاقبة على الحكم في بغداد، بعد الإحتلال لن تنضبط ولم تنضج ولم تتعلم كيف تحكم، ولم يثق بها الشعب العراقي المنكوب الذي نصفه مهجر ولاجىء ونصفه قتل وأعتقل ، الذي أصبح يندب حظه العاثر ويتباكي ويترحم على الحكم الوطني السابق في عهد الحكم المركز القوي ، الذي كان يحكم البلاد بقوة وإنضباط عال الدقة، وكانت دولة مؤسسات مهابة وجيش قوي موحد وأمن وآمان، ليس فيها مكانا للطائفية والعملاء واللصوص والجواسيس وقطاع الطرق والقتل على الهوية.
اظن ان بلاد الرافدين فقدت اقوي رئيس عربي مر على العراق، وكذلك فقدت الأمة العربية زعيما عربيا مؤثرا وصاحب قرار حاسم ونافذ مهاب ، تخافه الأعداء ويرتجف منه الخصوم، في وقت كان الوطن العربي يحتاج إلى هذة الشخصية القوية الكاسحة المرعبة، لكي تعيد للعرب هيبتهم وأعتبارهم وتحترم سيادتهم على أرضهم وسمعتهم ومائهم ومقاساتهم، وبعد إحتلال العراق أصبح الوضع العربي الإقليمي مشلولا وقلقا ومتشظيا ، بسبب الأطراف الأجنبية والإقليمية التي تهدد المنطقة وتثير القلاقل والمشاكل بها ، وبدأت رياح الطائفية المقيتة تنخر بالجسد العربي من الداخل ، والرياح الصفراء تحوم فوق المنطقة كلها، وتهددها في عمق دارها ، لغياب المشروع العربي الذي غير موجود اصلا، وكذلك عدم وجود رادع عربي قوي صارم يردع الأطماع التوسعية للدول التي تريد شرا للمنطقة، وتجعلها دائما خائفة وقلقة ومتوتره وغير مستقره ، وهذا مايحصل اليوم لعالمنا العربي المتمزق، الذي بدأ ضعيفا جدا أمام خصومه والتحديات الأصعب.
لك الله ياعراق العروبة، ولك الرحمه والمغفره ياصدام حسين، حيث كنت تستنكر و تحذر وتنبه، ونحن لا نبالي ولا نفكر ولا نهتم ، بما تشعر به وتعرفه وتدركه، حتى وقع السيف بالرأس، ووقفت على حبل المشنقة ، وتنادي تحيا الأمة العربية، ولكن بعدك تلفعت أمتك بالسواد وشق ثوبها أمام الملأ، وقتلت من الوريد إلى الوريد، ولا زالت بعض العواصم العربية تسقط واحدة تلو الأخرى، ولم تتعلم الدرس ولم تستوعب مايحيط لها من قبل الأعداء ، الذين قتلوك لكي يهينون شعبك ويحتقرون أمتك بشكل مذل.
والله المستعان..
كاتب سعودي