السؤال الصعب للشعب السوداني!!
السؤال الصعب للشعب السوداني!!!
د.علي عبدالقادر
هذا المقال موجه لافراد الشعب السوداني كمواطنين. الان هناك حرب دائرة في بعض اقاليم السودان وخاصة في العاصمة الخرطوم التي نزح ما لايقل عن 3 مليون من سكانها نحو الاقاليم الاخرى ونحو الدول المجاورة.
على الشعب السوداني كأفة و كأفراد فهو يرجو انتصار القوات المسلحة السودانية على قوات الدعم السريع المتمردة؛ خاصة بعد ان انتقلت الحرب للخرطوم ثم بدات إعادة تمددها في بعض
الاقاليم؟
السؤال الحقيقي والصعب
هل سيقوم الدعم السريع بإلغاء القوات المسلحة السودانية وتسريح كل جنودها وضباطها؟؟؟
هل سيقبل الشعب ولا سيما في الخرطوم بحكم مدني او عسكري تحت إمرة قوات الدعم السريع المتمرد؟؟؟
إن التصور الارجح الذي يتمناه غالبية الشعب السوداني هو انتصار القوات المسلحة السودانية ؛ ولكن يبقى السؤال ماذا ستفعل القوات المسلحة السودانية هل ستقوم بتسريح كل جنود وضباط الدعم السريع او ستقوم بمحاكمتهم بتهمة التمرد والعصيان العسكري وهي تهمة عقوبتها الاعدام رميا بالرصاص؟؟
ام ستقوم بمحاكمة او تسريح او ادماج للقوات المسلحة السودانية. ثم بعد ذلك تقوم بتعيين ولاة عساكر لكل الاقاليم واقامة حكومة عسكرية في الخرطوم او حكومة مدنية في الواجهة من الاحزاب المؤيدة للحكم العسكري. حتى اذا لم يقبلها بل لفظها المجتمع الدولي!!!
ام ستقوم بالتعاون مع الامم المتحدة و”بوليس العالم” اي الولايات المتحدة الامريكية بتعيين حكومة مدنية كشريك حقيقي في الحكم حتى ترضى عنها الامم المتحدة والمنظمات الدولية لتحصل على قروض ومعونات عالمية وغيرها، ومن ثم تسير على درب دولة راوندا.
في كلا الحالتين تظل هناك ظاهرة بحاجة لعلاج ويجب إضافتها لبرنامج إعادة التعمير الا وهي ان غالبية جنود قوات الدعم السريع السودانيين هم شباب صغار السن، وفي الغالب الاعم جاء انضمامهم لقوات الدعم السريع لأسباب اجتماعية قبلية تمجد الجندي بإعتباره فارس وحامي للقبيلة بواسطة السلاح الحديث المتطور، ولأسباب اقتصادية لان الانضمام لقوات الدعم السريع يتيح له فرصة اكتساب وضع مادي مريح وسريع اكثر من مهنتي الرعي والزراعة التي تمارس في اقليمي دارفور وبعض اجزاء من كردفان والمهن ذات الدخول الضعيفة التي تمارس في بقية مناطق السودان.
هؤلاء الشباب يحتاجون تأهيل علمي ومهني في مختلف التخصصات ففي عالم اليوم لا يكفي ان تكون جندي او ضابط يعرف كيف يضغط على الزناد ويصيب الهدف بدقة.
ويحتاجون جرعات وطنية تفهمهم بأن رباط الوطن اعلى من رباط القبيلة والجهوية وان الجندية لا تتم الا عبر الانضمام للقوات المسلحة السودانية بالقنوات الشرعية، وانه في اطار الدولة الوطنية لا يسمح بحمل السلاح و استخدامه خارج الاطار القانوني والدستوري المقنن للقوات المسلحة السودانية، وان المشاركة في اي جسم مسلح اخر هو ضد الدستور ويعاقب عليه القانون.
إن الإجابة على تلك التساؤلات وغيرها هي ما سيحدد خارطة الطريق للسنوات المقبلة.