أيام حرب لن تُنسى
أيام حرب لن تُنسى
أ. سناء احمد عباس
عن أي حرب تتحدثون وأنتم لم تروا شيئاً من الحرب!! هناك من ُقتل أمه وأباه أمام عينيه، وهنالك من أغتصبت أخته أمام عينيه ولم يستطع فعل أي شيء، وهنالك من رأى جثث الآلاف أمام عينيه، وكم من زوجة ترملت ولا يمكنها الحزن لأن لديها اطفالاً وليس لديهم مُعيل سوى زوجها الذي قتل في الحرب.
إن الحرب التي حصلت في ولاية غرب دارفور أصعب انواع الحرب، يمكن وصفها بالإبادة الجماعية، تخللها السرقة والقتل والإغتصاب، وكل ما يمكن تخيله من الجرائم حدثت في حرب غرب دارفور.
أصبحت ولاية غرب دارفور مليئة بالدمار الشامل لم يتبقى شيئاً في الأسواق، ومعظم المواد الغذائية نقلت خارج الولاية، واصبحت المعيشة قاسية ولم يتمكن المواطن عن العمل أثناء الحرب، وهناك من يعمل على رزق يومه ولا يمكنه التحرك من منزله لأن خطر الموت يتربص بأي شخص يكون خارج منزله.
الحرب في ولاية غرب دارفور لم تكن حرب بين قبيلتين فقط، إنما كانت بين قبيلة والمجتمع! يدخلون الى بيوت المواطنين وهم مدججين بالأسلحة القاتلة ويجبروك أن تعطيهم ما يريدون، وإلا سيقتلون ذاك المواطن الذي لا يمكنه فعل أي شي الا الرضوخ لطلباتهم.
وكذلك منعوا أي شخص غيرهم ان يأخذوا الماء من الآبار، وفي تلك الفترة كانت أصعب فترة لدي مواطنين غرب دارفور. بعد مرور بضع أيام أصبح الأشخاص الذين يهددون الناس هم من يبيعوا الماء وبأسعار غالية جداً لا يمكن لشخص ليس لديه ما يأكله ان يشتري الماء.
باتت النساء هُن من يبحثن عن الطعام والشراب، لان ليس للنساء أعداء كالرجال، على الرغم من انها تعرض حياتها للخطر، ولكن لا يمكنها الجلوس مكتوفة الأيدي.. وهذا جزءً من معاناة ولاية غرب دارفور الجنينة.
صحفية من السودان