مقالات كل العرب

مقامة غزة

شارك

مقامة غزة

أ. صباح الزهيري

آه من أفاعيك أيتها الصحراء, وآه من آل سلول وأتباعهم ,الذين حاصروا, ثم دفعوا تكاليف القوى التي تجمعت ودمرت العراق , جمجمة العرب , وجيش ناشري ألأسلام , وحامل راية ألله اكبر , ومن جعل فلسطين قضيته المركزية , الذي هتف بأسمها عند الشهادة.
يريدون ألآن أطفاء شرارة ألأمل ,ووضع مقاتلي فلسطين في جوف الحوت في قائمة إرهاب القوى العظمى المهيمنة على القرارات في منطقة الشرق الأوسط, لأنهم تمكنوا ان يلفتوا الأنظار , وهو أمر سيئ بالنسبة لهم ولدولة الكيان الحالية , ولأن استمرار الحرب يؤدي من جهة الى كسر هيمنة المحتل , وان يتفطن الأكثرية من المفكرين بأنه لا يوجد حل آخر سوى فتح الباب أمام السلام من الجهة الأخرى.
يقول أعلام عرب الجنسية ان صواريخ ألأمل عبثية ليقللوا من شأنها , ولو كانت كذلك فلماذا جاؤوا بحاملات الطائرات ليساندوا هذا الكيان التي زرعوه كالشوكة في قلوبنا؟ ولو كان هؤلاء الصناديد مجرد بضعة مسلحين , فلماذا تسمرواعلى أبواب غزّة خائفين أن يمدوا الخطى نحوها ؟
ياعرب .. متى تصعدون من قعر الهاوية ؟ وكيف تقولون ان الخطابات لا تجدي؟ ولما تسمرالعالم أمام الشاشات ليسمع كلام هذا المُلثَّم الذي أشعرنا نحن بشئ من العزة تدب فينا , وليقوموا بأستعراض ماقال وتحلله صحفهم وخبرائهم ومراكز دراساتهم ؟
ثم لو كان مانكتبه من منشورات دعم وتأييد في مواقع التواصل ألأجتماعي غير مجدية كما تنصحون , فلماذا يحذفوها ويقيدوا الحسابات؟
ولماذا أمام كل هذا الاصطفاف العالمي مع الباطل تقابلونه بقمة ألأنحدار والخذلان؟ قد يدعون كذبا انها حربًا مقدسة لهم , ولكنها حربً الوصول إلى الجنة بالنسبة لمشردي أرض فلسطين , كما انها معركة وعي وصناعة رأي عام ,لقد صدمت عندما رأيت الـ BBC تكذب والـ CNN تدلس والغارديان تطرد رسامها ستيف بيل بعد أربعين سنة من العمل لديها لأنه انتقد إجرام رئيس حكومة الاحتلال برسم ساخر, هذه معركة أُمَّة كاملة لا معركة غزة وحدها غزة هي رأس الحربة فقط ,والمعركة إنما هي معركة عقيدة لا معركة جيوش والقتال هو قتال وجود لا قتال حدود .
لقد قال بايدن عندما كان عضوا في مجلس الشيوخ في حقبة السبعينات والتسعينات (لو لم يكن هُناك اسرائيل..لأوجدناها ) , ومنه يتضح ان دعم الادارة الامريكية للكيان بإعتباره رصيد سياسي واستراتيجي لهم في الشرق الاوسط، فرجاء أصحوا من هذا الشعور الذي ينتاب الكثيرين لدى سماعهم أنباء الهجوم البربري الذي تشنه قوات العدو الأسرائيلي على غزة خلال هذه الأيام , وهو شعور النائم الذي يجد نفسه يسقط في هاوية لا فرار منها , ولا تدفنوا رؤوسكم مثل النعامة في الرمال , وخذوا موقعكم مما يجري بحسب مجالكم بالمال والتظاهر وكتابة المنشورات في مواقع التواصل وبإسكات التافهين والمتصهينين,
خذوه بقلوبكم, فالقلب أحيانا يكفي ,المهم أن تصطفوا بعواطفكم مع أُمتكم ولا تستهينوا بما يفعله الدعاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى