إسرائيل و الأيام الباقية
إسرائيل والأيام الباقية
أ. نسيم قبها
صحيح أن الولايات المتحدة استخدمت يوم الجمعة جرثومة الفيتو في مجلس الأمن على مشروع قرار يدعو إلى وقف نار فوري في غزة، لكن مشكلة إسرائيل تلوح سياسيا ، فهي قلقة من أنه باستثنائها صوّتت باقي الـ 13 دولة مع مشروع القرار (بريطانيا امتنعت) ، وثورة الشعوب التي ترفع وتفضح سوء إسرائيل الإنساني والهمجي البائن والذي أحيى مفهوم القضية الفلسطينية لمن لم يكن يعرفها . وثمة تقارير مختلفة في واشنطن تشير إلى أن الولايات المتحدة تعتزم السماح لإسرائيل بمواصلة القتال حتى نهاية السنة الميلادية مع كل الصراعات بينهما تحت الطاولة، أي ثلاثة أسابيع من اليوم قبل أن تطالبها مرغمة بإعادة الانتشار ، وفي خضم هواجس نتنياهو القضائية التي تم تفعيلها مؤخرا عن قصد ، إضافة إلى عدم قيادته الفعلية لمجلس الحرب أو الحكومة التي ابتلعته.
ونتيجة لذلك، تعلق إسرائيل في معضلة صعبة؛ فمن جهة، وعد القيادة لمواصلة القتال حتى القضاء على حماس وتحرير كل المخطوفين الأمر الذي لن يتم كما تشتهيه ؛ ومن جهة أخرى انعدام الشرعية الدولية لمثل هذه العملية القبيحة عند القبيحين فضلا ، والأسوأ هو مواجهة مباشرة وعلنية مع إدارة بايدن التي كانت حتى الآن هي الجبهة الداخلية السياسية – الأمنية الأساس لإسرائيل ومورد السلاح الحصري لها.
إسرائيل
ربما تطلب إسرائيل تمديد هذه الفترة ولن تنجح، ضمن الاستجابة للمطلب الأمريكي السخيف لخطوات إنسانية تخفف عن المواطنين في القطاع. لكن عليها الاستعداد بالتوازي لإمكانية أن تكون المرحلة الحالية في الحملة أقصر مما كان مخططاً لها وسريعة ، ولا تتضمن الآن عملية في رفح أو في المخيمات الوسطى. معنى الأمر أن حماس لن تهزم تماماً، وعلى افتراض أنه لن يتحرر كل المخطوفين حتى ذلك الحين، فبانتظار إسرائيل انتقاد وانقلاب داخلي حاد على عدم تحقيقها أهداف الحرب المعلنة.